يعقد مجلس الأمن الدولي الثلاثاء المقبل برئاسة روسيا جلسة حول ليبيا، يقدم فيها المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي إحاطة مفتوحة، تليها جلسة مشاورات مغلقة، حول بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.
وقبيل الجلسة المنتظرة، تكثف حكومة طرابلس تحركاتها السياسية والدبلوماسية بلقائها مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة السفير فاسيلي نبينزيا، من خلال استمالة الموقف الروسي من الأزمة الليبية وتوجيهه وتعميق العلاقات خاصة في بعدها الاقتصادي والاستثماري، وتطوير المصالح الروسية في ليبيا خاصة أن موسكو تربطها علاقات تاريخية قوية بالنظام السابق وحليفها السياسي سيف الإسلام، وداعمة لحفتر بالشرق، وترغب في الوصول إلى المياه الدافئة شرق المتوسط.
وفي مسعى من حكومة الدبيبة التقرب من الإدارة الروسية وجس النبض قبيل الجلسة خاصة بعد الرغبة الأمريكية في الانتخابات وكذلك البعثة الأممية، بحث الطرفان تطورات الوضع في ليبيا والتحديات التي تواجه المسار السياسي والعملية الانتخابية.
وبحث الاجتماع دور روسيا المحوري الذي يمكن أن تلعبه لدعم الاستقرار في ليبيا وأهمية العمل المشترك لدعم إرادة الليبيين للخروج من الأزمة وإنهاء كافة أنواع التدخلات الخارجية.
وعن تقارب موسكو وطرابلس رغم فتور العلاقات، ومساعي روسيا في ضمان مصالحها في غرب ليبيا والبقاء قريبة من المشهد السياسي وحتى المخابراتي، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أن سفير روسيا في ليبيا أيدار أغانين سيتوجه إلى طرابلس، حيث تعتزم البعثة الدبلوماسية الروسية استئناف العمل بشكل كامل، إلا أنه ام يُحدد تاريخا لذلك، وأضاف أن الجانب الروسي يعول على ضمان أمن بعثته الدبلوماسية في ليبيا، معتبرا الأمر أولوية هامة.
وأعلن بوغدانوف في وقت سابق أن روسيا تخطط لإعادة فتح سفارتها في طرابلس في المستقبل القريب، وكذلك فتح قنصلية عامة في بنغازي.
وفي السابع والعشرين من فبراير الماضي، أطلق المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي مبادرة تهدف إلى التمكين من إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية خلال عام 2023، معتزما إنشاء لجنة توجيه رفيعة المستوى في ليبيا.
وهي المبادرة الأممية التي لم تلق قبولا أو ترحيبا من طرف موسكو داعية إلى دراستها وتعميق المشاورات، كون إستراتيجية بوتين في ليبيا تتعامل مع الجميع ولا تقصي أحدا لضمان استدامة مصالحها وتوسيع نفوذها، فهي ترغب في ترشح سيف الإسلام إلى الانتخابات رغم معارضة أمريكا، وتدعم خليفة حفتر، وتربطها علاقات محدودة بحكومة طرابلس.
وعن ترأس روسيا لمجلس الأمن، قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس-جرينفيلد، في مؤتمر صحفي: “كما تعلمون فإنّ روسيا ترأست اعتباراً من الأول من أبريل مجلس الأمن، الأمر أشبه بكذبة أول أبريل”، وهو ما يفيد بتوتر العلاقات بين واشنطن وموسكو.
كما كثفت الولايات المتحدة الأمريكية تحركاتها السياسية والعسكرية رفيعة المستوى مع الأطراف الليبية من أجل إجراء الانتخابات هذا العام ورغبة واشنطن الجامحة في إخراج مرتزقة فاغنر التي تصنفها واشنطن منظمة إرهابية عابرة للحدود متورطة في انتهاكات جسمية لحقوق الإنسان في ليبيا.
في الشرق الليبي، تبقى العلاقات بينهم وبين روسيا وطيدة، حيث أكد وفد من مجلس النواب لنائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أهمية تعزيز الحوار الوطني بمشاركة جميع القوى السياسية من أجل ضمان وحدة الدولة الليبية وسيادتها.
وبحث الوفد البرلماني برئاسة النائب الثاني لرئيس مجلس النواب عبد الهادي الصغير، بمقر وزارة الخارجية الروسية، الوضع الحالي في ليبيا، وناقش اللقاء بشكل منفصل عددا من القضايا المتعلقة بزيادة تطوير العلاقات الليبية الروسية، بما في ذلك الاتصالات البرلمانية الدولية.
وتبقى جلسة مجلس الأمن برئاسة روسيا مفصلية في المشهدين السياسي والعسكري، كون أنه بعد إحاطة باتيلي الأخيرة عرف المشهد تطورات سريعة من خلال تشكيل لجنة 6+6 بين مجلسي النواب والدولة لإعداد القوانين الانتخابية وكثفت واشنطن من لقاءاتها مع كل الأطراف الليبية لبلوغ الانتخابات والتغلب على شبح فاغنر المخيف لأمريكا، كما عقد المبعوث الأممي سلسلة مشاورات سياسية وعسكرية كلها تصب في إجراء الانتخابات وتوحيد المؤسسة العسكرية وإخراج المرتزقة والقوات الأجنبية.
مناقشة حول هذا post