اندلعت فجر أمس السبت اشتباكات بالأسلحة المتوسطة والثقيلة بين مجموعات مسلحة في منطقة الشرفاء وسط مدينة الزاوية غرب البلاد.
وقال مصدر خاص لأبعاد إن حصيلة الاشتباكات “قتيل وجريحان إضافة إلى تضرر عدد من المنازل الواقعة في محيط الاشتباكات بالمدينة”.
وأكدت المؤسسة الوطنية للنفط تعرض عدة مواقع بمصفاة الزاوية إلى أضرار متفاوتة بسبب الاشتباكات المسلحة حيث أشارت الإحصاءات الأولية إلى تضرر 29 موقعا من ضمنها خزانات المشتقات النفطية وخزانات أخرى متعددة.
وقال الشيخ محمد اخماج أحد أعيان مدينة الزاوية لأبعاد إن الهدوء عاد إلى المدينة بعد الاشتباكات التي جرت بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
وقف القتال فورا
ودعت الحكومة الليبية إلى وقف القتال وأعمال العنف فورا بمدينة الزاوية وضبط النفس وتغليب صوت العقل والحكمة.
وقال وزير الداخلية بالحكومة الليبية عصام أبوزريبة “إنه من غير المقبول على الإطلاق أن يتقاتل الإخوة لفرض مصالح أشخاص وإحكام السيطرة خاصة في المناطق السكنية، مما أدى إلى ترويع السكان الأمنين وهذا الأمر لن نسمح به بتاتا”.
خلاف عائلي
من جهته نفى رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة وقوع اشتباكات بين جماعات مسلحة في مدينة الزاوية قائلا إن الاشتباكات كانت مجرد “خلاف عائلي”.
وأضاف الدبيبة في مؤتمر صحفي بمقر وزارة الداخلية بطرابلس “وزارة الداخلية هي المهتمة رقم واحد بالاشتباكات المسلحة مثل ما حدث في مدينة الزاوية ليلة البارحة من إطلاق نار واتضح أنه خلاف عائلي”.
فشل حكومة الدبيبة
بدورها أعربت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بـ ليبيا في بيان لها عن إدانتها الشديدة للاشتباكات المسلحة وإثارة أعمال العنف بمنطقة الشرفاء وسط مدينة الزاوية بين مسلحين تابعين لجهاز دعم الاستقرار وجهاز المباحث الجنائية فرع الزاوية.
وأكدت اللجنة الوطنية أن تجدد أعمال العنف والاشتباكات المسلحة بين الفترة والأخرى بين الجماعات والتشكيلات المسلحة التي تحظى بشرعية حكومة الدبيبة يُمثل فشلا كبيراً للحكومة في ضمان أمن وسلامة وحياة المواطنين وحمايتهم.
وأضافت اللجنة أن الاشتباكات اندلعت في الشوارع وداخل الأحياء السكنية المكتظة بالسكان المدنيين وتم تحويلها إلى ساحة حرب في استهتار صارخ بحياة المدنيين الأبرياء مطالبة مكتب النائب العام ووزارة الداخلية في حكومة الدبيبة بفتح تحقيق شامل في ملابسات الاشتباكات المسلحة وتحديد المسؤولين عنها بشكل مباشر وضمان تقديمهم للعدالة ومحاسبتهم، من أجل إنهاء الإفلات من العقاب ولضمان عدم تكرارها.
حصاد حكومة العائلة
وأكد عضو مجلس النواب علي أبوزريبة إن القتال بين الإخوة والجيران بمدينة الزاوية هو حصاد لما زرعته حكومة العائلة طيلة عام منصرم من فساد وفشل في لملمة الوطن وعدم تحملها المسؤولية الكاملة وصمتها عما يجري.
وأضاف أبوزريبة “أصبحنا متيقنين يقيناً كاملاً بأن هذه الأحداث المروعة كان مخططا لها لأغراض شخصية لشخص فقد الشرعية وأصيب بهوس الحكم والسلطة حيث إن هذه الأحداث الدامية ذكرتنا بماضٍ أليم وهي أحداث إبريل من العام 1984 حيث إنه في نفس الشهر شهر رمضان المبارك ونفس النتائج وهي ترويع الآمنين وقتلهم وبأسلوب الترهيب ولكن بأوامر من دكتاتور مختلف لا يقل وحشيةً عن الذي قبله”.
وطالب أبوزريبة النائب العام بفتح تحقيق في الحادثة وإظهار الحقائق وكشف المتورطين الذين استهانوا بحرمة الشهر الكريم واستباحوا دماء الآمنين.