بعد أكثر من شهر على كشف لقاء وزيرة خارجية حكومة عبدالحميد الدبيبة نجلاء المنقوش بوزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، أُعلن اليوم عن نهاية مشوار المنقوش كوزيرة للخارجية دون الكشف عن نتائج التحقيقات.
•القصة من البداية
في 27 أغسطس الماضي كشفت وزارة الخارجية الإسرائيلية عن اجتماع سري عقد بين وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين ونظيرته بحكومة عبد الحميد الدبيبة نجلاء المنقوش في العاصمة الإيطالية روما في لقاء يُعد الأول من نوعه على الإطلاق بين وزيري خارجيتي الحكومتين، الأمر الذي رفضه عموم الشعب الليبي والأجسام التشريعية في البلاد وعدد من الأحزاب السياسية في ليبيا، متهمين حكومة عبدالحميد الدبيبة بالسعي لتطبيع العلاقات مع إسرائيل من أجل البقاء في السلطة.
وبحسب بيان الوزارة قال كوهين: “تحدثت مع وزيرة الخارجية عن الإمكانات الكبيرة للعلاقات بين البلدين فضلا عن أهمية الحفاظ على تراث اليهود الليبيين بما يشمل تجديد المعابد والمقابر اليهودية في البلاد”، وأضاف كوهين أن “اللقاء التاريخي مع المنقوش هو خطوة أولى في العلاقة بين إسرائيل وليبيا”، مضيفا أن “حجم ليبيا وموقعها الاستراتيجي يمنح العلاقات أهمية وإمكانات هائلة لدولة إسرائيل”.
وأفادت تقارير إعلامية دولية نقلاً عن مصادر إسرائيلية أن رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة كان على علم بالمحادثات بين وزيرة خارجيته وكبير الدبلوماسيين الإسرائيليين، وأن الدبيبة أعطى الضوء الأخضر للاجتماع، عندما كان في زيارة لروما، وقد رتب مكتبه اللقاء بالتنسيق مع المنقوش، وأن الاجتماع استمر نحو ساعتين وأطلعت نجلاء الدبيبة على الأمر مباشرة بعد عودتها إلى طرابلس.
• رد الحكومة وتنصل الدبيبة من المسؤولية
بعد قرابة أسبوع على الحادثة خرج الدبيبة في خطاب يتهم أطرافاً باستغلال لقاء روما “لتصفية حسابات سياسية ضيقة، كما أعلن الدبيبة في كلمته خلال اجتماع الحكومة عن إيقاف المنقوش عن العمل احتياطياً وتشكيل لجنة تحقيق من قبل حكومته معها، وقال :”سنعرف جميعاً تفاصيل ما حدث في روما”.
وأضاف الدبيبة خلال هذا الاجتماع أن المنقوش عملت طوال فترة مسؤوليتها عن وزارة الخارجية بكل إخلاص لقضايا وطنها ودافعت عنه في كل محفل، ولكن المسؤولية تحمل عليها النتائج، مضيفا أنهم ملزمون بأن يتساموا عن عواطفهم الإنسانية بتحمل الإجراءات القاسية، مؤكداً أنها ضريبة المسؤولية وتحتم على الجميع أن يقبل بذلك.
• النائب العام يفتح تحقيقاً في القضية
النائب العام الصديق الصور أعلن هو الآخر تشكيل لجنة تحقيق أسندت إليها، مهمة تقصي مبلغ الضرر الذي أصاب مصالح الدولة الليبية من واقع تقارير جهاز المخابرات في واقعة لقاء وزيرة الخارجية الموقوفة عن العمل نجلاء المنقوش، المتعلقة بمخالفة قواعد مقاطعة إسرائيل، إلا أن اللجنة لم تعلن عن أي نتائج حتى اليوم.
• تخبط في إدارة وزارة الخارجية
وعقب قرار إيقاف المنقوش قام الدبيبة بتكليف وزير الشباب فتح الله عبد اللطيف الزني بتسيير العمل بوزارة الخارجية والتعاون الدولي مؤقتا، إلا أن الزني اعتذر في اجتماع لمجلس الوزراء عن تولي حقيبة الخارجية.
وأكد الزني أن موقفه ليس هروبا من المسؤولية، متحججاً بأن الظرف دقيق وحساس، ويتطلب التعاطي بشكل أكبر في هذه المسألة وغيرها من المسائل في الوقت الحالي، مقترحاً أن يقوم الدبيبة بتولي مهام الوزارة في ظل المماحكات الراهنة.
وبالرغم من اعتذار الزني إلا أنه قام بتمثيل ليبيا في الدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك بصفته وزيراً للخارجية، فيما تحصلت أبعاد على تصريح خاص من مصدر حكومي أكد فيه قيام الدبيبة بتكليف نفسه بمهام وزير الخارجية مؤقتاً، وإعفاء سهيل أبو شيحة من مهامه وكيلا لوزارة الاقتصاد وتكليفه وكيلا عاما لوزارة الخارجية بالحكومة.
فهل نجح الدبيبة في تمييع القضية ونقلها إلى دهاليز النسيان خاصة في ظل عدم الكشف عن نتائج تحقيق لجنته الحكومية بشأن هذه الواقعة التي ظلت محل سخط كبير من عموم الشعب الليبي؟
مناقشة حول هذا post