الحضور الأمريكي في المشهد السياسي الليبي بات نشطا خلال الآونة الأخيرة من خلال اتجاه بوصلة الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة جو بايدن نحو تسوية الأزمة في ليبيا بعد سنوات من الاضطرابات والحروب، إضافة إلى حراك دبلوماسي يقوده السفير الأمريكي ومبعوثها الخاص إلى ليبيا ريتشارد نورلاند بمشاوراته السياسية مع الأطراف الفاعلة سواء كانت سياسية أم عسكرية أو حتى اقتصادية بالتنسيق مع البعثة الأممية للدعم في ليبيا من أجل تيسير بلوغ الانتخابات البرلمانية والرئاسية والحفاظ على وحدة ليبيا واستقرارها.
حراك سياسي من واشنطن لتجاوز الانغلاق السياسي وإنهاء سنوات من المراحل الانتقالية وتكريس حكومة منتخبة بعيدا عن اجترار حكومات مؤقتة تأتي عبر اتفاقات دولية، يقوده نورلاند من خلال تقريب وجهات النظر بين الأطراف الليبية وبلوغ الهدف المنشود ..الانتخابات وكيف السبيل إليها؟
ففي آخر تصريحاته، قال نورلاند إن من الممكن إجراء الانتخابات في ليبيا خلال العام الجاري.
وأضاف نورلاند في لقاء مع الجزيرة مباشر، مساء الخميس، أنه إذا كان الدبيبة ينوي الترشح لانتخابات الرئاسة فعليه التنحي عن رئاسة الحكومة.
وعن مبادرة المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي، أفاد بأنها جاءت بعد مشاورات معمقة مع السياسيين الليبيين والأطراف الدولية، مشيرا على أنها تقوم على تحشيد الجهود الدولية وجمع الأطراف الفاعلة لإجراء الانتخابات، وفق تصريحه.
وأكد سفير الولايات المتحدة أهمية التوافق على قاعدة دستورية لإجراء انتخابات تحترم نتائجها، وأنه لا يمكن فرض حلول على الليبيين كونه وحده له الحق في تحديد معايير الترشح بالانتخابات الرئاسية.
ولفت المبعوث الأمريكي الخاص السفير في ليبيا ريتشارد نورلاند إلى أن 15 عضوا بمجلس الأمن وافقوا على البيان الذي قدمته الرئاسة والداعم لمبادرة باتيلي لإجراء الانتخابات في ليبيا.
في سياق التحركات الأمريكية، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، إن في تغريدة عبر حسابه الرسمي “مبادرة المبعوث الأممي في ليبيا عبدالله باتيلي تحظى بدعم كامل من مجلس الأمن الدولي، مما يوفر للقادة الليبيين أفضل فرصة لإنهاء الاضطرابات وتأمين الشرعية من خلال الانتخابات”.
وبشان مقترح المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة عبد الله باتيلي، قالت السفارة الأمريكية في ليبيا، إن المقترح سوف يبنى على التقدم الذي أحرزه كل من مجلسي النواب والأعلى للدولة في التوصل إلى قاعدة قانونية للانتخابات.
دوليا، أكدت السفارة الأمريكية بليبيا أن ممثلي فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، المملكة المتحدة والولايات المتحدة عبروا عن دعمهم القوي لمبادرة باتيلي لتأمين دعم القادة الليبيين لخارطة الطريق، مشيرة إلى أن الممثلين الدوليين شددوا في كافة لقاءاتهم مع القادة الليبيين على ضرورة تقديم التنازلات اللازمة للتحرك بسرعة إلى وضع مسار نحو الانتخابات، حتى يتسنى للشعب الليبي تحقيق تطلعاته في اختيار قادته.
وتبقى تحركات السفير الأمريكي إلى ليبيا ريتشارد نورلاند الدبلوماسية مع جميع الأطراف الفاعلة في ليبيا، إضافة إلى زيارة رفيعة المستوى أجراها مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) وليام بيرنز إلى ليبيا، واجتماعات الأفريكوم مع القادة العسكريين، كفيلة بتسهيل مأمورية الليبيين بالتنسيق مع البعثة الأممية من أجل تيسير مأمورية الليبيين في بلوغ الانتخابات للوصول لحكومة منتخبة، وتوحيد المؤسسة العسكرية.
مناقشة حول هذا post