بعد إقرار التعديل الدستوري من مجلسي النواب والدولة وطرح المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي لمبادرة من أجل إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، عرف المشهد السياسي الليبي حراكا دبلوماسيا دوليا من سفراء ومبعوثين من دول كبرى من أجل تجاوز الجمود السياسي وتعبيد الطريق نحو إجراء الانتخابات، على رأس هذه التحركات كان الحضور الأمريكي مكثفا وبحث مع كل الأطراف السياسية المساعي الدولية في ترجمة التوافق بين النواب والدولة على أسس دستورية والمقترح الأممي إلى انتخابات، بالإضافة إلى حضورها العسكري وتقريب وجهات النظر بين قادة المؤسسة العسكرية في غرب ليبيا وشرقها ضمانا لاستقرار المسارين بعد زيارة رفيعة المستوى أجراها مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) وليام بيرنز إلى ليبيا.
قالت السفارة الأمريكية في ليبيا، إن مقترح المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة عبد الله باتيلي سوف يبنى على التقدم الذي أحرزه كل من مجلسي النواب والأعلى للدولة في التوصل إلى قاعدة قانونية للانتخابات، بهذه العبارة سدت واشنطن باب التكهنات بخصوص المنطلقات السياسية للمبادرة.
عقب هذا التغريدة، حثت واشنطن القادة الليبيين الرئيسين على التعاطي مع مخطط المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، حيث كثف المبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا ريتشارد نورلاند تحركاته السياسية والدبلوماسية، حيث بحث مع رئيس مجلس النواب عقيلة صالح مجهودات المجلس في وضع قاعدة دستورية للانتخابات، مؤكدا دعم الولايات المتحدة الأمريكية لمبادرة باتيلي لوضع اللمسات الأخيرة على أساس لإجراء الانتخابية الرئاسية والبرلمانية.
في السياق، وفي لقاء جمعه بالدبيبة أكد المبعوث الأمريكي الخاص أن مبادرة المبعوث الأممي عبد الله باتيلي تمثل المسار الواعد للانتخابات وتستحق الدعم القوي من كل القادة الليبيين والمجتمع الدولي.
وفي إطار الزخم الدولي لإجراء الانتخابات، أكدت السفارة الأمريكية بليبيا أن ممثلي فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، المملكة المتحدة والولايات المتحدة عبروا عن دعمهم القوي لمبادرة باتيلي لتأمين دعم القادة الليبيين لخارطة الطريق، مشيرة إلى أن الممثلين الدوليين شددوا في كافة لقاءاتهم مع القادة الليبيين على ضرورة تقديم التنازلات اللازمة للتحرك بسرعة إلى وضع مسار نحو الانتخابات، حتى يتسنى للشعب الليبي تحقيق تطلعاته في اختيار قادته.
وفي لقاء جمع نورلاند برئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، أكد حاجة المؤسسات الليبية بما فيها مجلس الدولة لتكثيف الجهود في دعم خارطة طريق الانتخابات، معربا عن تقديره لعمل المجلس على القاعدة الدستورية.
وفي لقاء جمع المبعوث الأمريكي برئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات عماد السايح، أكد أن الطريق ممهدة لإنتاج التفاهمات السياسية والأساس القانوني الذي سيسمح بتحديد موعد محدد للانتخابات هذا العام.
في الجانب العسكري كان الحضور الأمريكي وازنا، وفي لقاء جمع الفريق أول ركن “محمد الحداد”، والفريق أول “عبدالرازق الناظوري”، في فعاليات مؤتمر رؤساء الأركان لجيوش دول قارة إفريقيا والقيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا “أفريكوم”، والتي عقدت في العاصمة الإيطالية روما، أشادت واشنطن بالتزامها بإعادة توحيد المؤسسة العسكرية وتأييد وحدة مشتركة كخطوة أولى، مؤكدة الوقوف مع الشعب الليبي في دعواته للسلام والوحدة الوطنية والسيادة الكاملة لتحقيق مستقبل آمن يتسم بالازدهار الاقتصادي والاستقرار الإقليمي”.
مناقشة حول هذا post