يتجه الحضور الأميركي في ليبيا، والذي بدأ يستعيد عافتيه منذ أشهر، إلى مرحلة جديدة، عنوانها البارز تعزيز النفوذ الدبلوماسي والأمني وسط مساع روسية للتغلغل شرق ليبيا.
وهذا السياق، نقل موقع ” المونيتور” عن مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الأمريكية أن الوزارة قدمت إخطارا رسميا إلى الكونغرس هذا الشهر، للبدء في إنشاء مرفق دبلوماسي مؤقت خلال مدة بين عام أو عامين، في العاصمة طرابلس.
وبحسب الموقع الأمريكي فإن المنشأة لن تكون سفارة رسمية، على الأقل في المستقبل القريب، مشيرا لإمكانية أن يستخدمه الدبلوماسيون المكلفون في ليبيا والمقيمون في تونس للقيام برحلات أكثر تواترا وأطول إلى البلاد.
وفيما يخص إعادة افتتاح السفارة بشكل رسمي في ليبيا، كشفت المونيتور أن وزارة الخارجية الأمريكية تعمل على ذلك، ولكن لن تقدم على هذه الخطوة حتى يكون لديها ضمانات محددة بوضوح لضمان إجراء العمل الدبلوماسي بأمان وفعالية.
سياسيا، كثف المبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا ريتشارد نورلاند، في مارس الماضي، لقاءاته مع عدد من المسؤولين في طرابلس، بينهم رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، ورئيس المجلس الأعلى للدولة محمد تكالة، فضلا عن رئيس الحكومة في طرابلس عبد الحميد الدبيبة، لمناقشة المستجدات السياسية والاقتصادية، والحاجة إلى ضرورة حوار سياسي من أجل تجاوز الخلافات، التي شكلت عقبة أمام إجراء الانتخابات وتشكيل حكومة مصغرة.
وجاءت اجتماعات نورلاند بعد سلسلة لقاءات أجراها الملحق العسكري في السفارة الأميركية لدى ليبيا مارك أمبلوم ومساعدوه مع مختلف القادة العسكريين في غرب ليبيا وشرقها من أجل توحيد المؤسسة العسكرية.
ويظهر الحراك الأمريكي ذو الطابع الأمني عبر شركة “أمنتوم” الأمنية الخاصة، إذ كشفت مصادر لـ”العربي الجديد” عن وجود أفراد من الشركة في قاعدة معيتيقة العسكرية في طرابلس، استعداداً لتطبيق الخطة الأميركية الخاصة بدمج المجموعات المسلحة.
ووفقاً لمصادر ليبية من طرابلس، فإن مسؤولي شركة “أمنتوم” زاروا طرابلس مرتين في ديسمبر ويناير الماضيين، قبل إرسال الشركة عدداً من أفرادها مطلع فبراير إلى قاعدة معيتيقة التي اتخذوها منطلقاً لزيارات ميدانية واسعة لتقييم عدد من المواقع العسكرية في طرابلس ومحيطها.
وبحسب معلومات المصادر التي تحدثت لـ”العربي الجديد”، وهي مصادر عسكرية ودبلوماسية مقربة من الحكومة في طرابلس، فإن أفراد الشركة الأميركية زاروا معسكر التكبالي في منطقة صلاح الدين بطرابلس، ومقر الأكاديمية البحرية في جنزور، الضاحية الغربية لطرابلس، ومعسكر الحرشة بمدينة الزاوية، غرب طرابلس، ومن الممرتقب زيارة المزيد من المواقع العسكرية في مناطق شرق طرابلس، بهدف دراستها كمواقع لتدريب عناصر الشرطة والجيش الليبي.
وبحسب المصادر، فإن وجود “أمنتوم” في طرابلس هو بناء على عقد مع وزارة الدفاع في طرابلس، تقوم بموجبه الشركة بتنفيذ برامج لإصلاح القطاع الأمني.
مناقشة حول هذا post