حراك أمريكي يعرفه المشهد الليبي سياسيا وعسكريا، في خطوة من واشنطن وصناع القرار في الإدارة الأمريكية للانخراط بشكل أكبر في ليبيا.
ويظهر الحراك الأمريكي ذو الطابع الأمني عبر شركة “أمنتوم” الأمنية الخاصة، إذ كشفت مصادر لـ”العربي الجديد” عن وجود أفراد من الشركة في قاعدة معيتيقة العسكرية في طرابلس، استعداداً لتطبيق الخطة الأميركية الخاصة بدمج المجموعات المسلحة.
ووفقاً لمصادر ليبية من طرابلس، فإن مسؤولي شركة “أمنتوم” زاروا طرابلس مرتين في ديسمبر ويناير الماضيين، قبل إرسال الشركة عدداً من أفرادها مطلع فبراير إلى قاعدة معيتيقة التي اتخذوها منطلقاً لزيارات ميدانية واسعة لتقييم عدد من المواقع العسكرية في طرابلس ومحيطها.
وبحسب معلومات المصادر التي تحدثت لـ”العربي الجديد”، وهي مصادر عسكرية ودبلوماسية مقربة من الحكومة في طرابلس، فإن أفراد الشركة الأميركية زاروا معسكر التكبالي في منطقة صلاح الدين بطرابلس، ومقر الأكاديمية البحرية في جنزور، الضاحية الغربية لطرابلس، ومعسكر الحرشة بمدينة الزاوية، غرب طرابلس، ومن الممرتقب زيارة المزيد من المواقع العسكرية في مناطق شرق طرابلس، بهدف دراستها كمواقع لتدريب عناصر الشرطة والجيش الليبي.
وبحسب المصادر، فإن وجود “أمنتوم” في طرابلس هو بناء على عقد مع وزارة الدفاع في طرابلس، تقوم بموجبه الشركة بتنفيذ برامج لإصلاح القطاع الأمني.
و”أمنتوم” الأميركية هي إحدى شركات المقاولة التابعة لبرامج وزارتي الدفاع والخارجية الأميركيتين، تأسست في فبراير 2020، كوريث لشركة “داين كورب” الأميركية العسكرية التي كانت تعمل ضمن أنشطة الوزارتين أيضاً، وقدمت خدمات للجيش الأميركي في العديد من ساحات القتال في الكويت وكوسوفو والبوسنة والصومال، وفي العراق حيث دربت عام 2007 الشرطة العراقية، وفي أفغانستان التي نفذت فيها العديد من الأنشطة والبرامج الأمنية والعسكرية، منها توفير الحراسة الشخصية للرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي، قبل أن يعاد تسميتها باسم “أمنتوم” في عام 2020.
في سياق ذي صلة، قالت مجلة منبر الدفاع الأفريقي الصادرة عن القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا “أفريكوم”، إن السلام في ليبيا يقتضي إعادة إدماج الجماعات المسلحة.
واعتبرت المجلة أن عملية نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج المثمرة حجر الزاوية لنشر السلام والاستقرار الاقتصادي اللذين لا تستغني عنهما عملية السلام، وفق ما نقلته عن مركز الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمعهد الولايات المتحدة للسلام.
وأشارت المجلة إلى أنه في ظل تعثر جهود إجراء الانتخابات، يتم التركيز على البرامج التي من شأنها أن تشجع عناصر الجماعات المسلحة إلى إلقاء أسلحتهم والعودة إلى الحياة المدنية وتُعرف هذه العملية بمصطلح التسريح ونزع السلاح وإعادة الإدماج، وفق قولها.
ولفتت المجلة إلى أهمية الإلمام بالأوضاع المعقدة في ليبيا للنجاح في تنفيذ برامج نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج، مؤكدة أن هذا هو الوقت المناسب لبدء عملية نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج، مشيرة إلى تحقيق قدر من التقدم في هذا الصدد، وفق تحليل بمعهد «تشاتام هاوس».
وأشارت المجلة، إلى أن عملية التسريح ونزع السلاح وإعادة الإدماج متوقفة منذ 2015 رغم أهميتها في بناء السلام، موضحة أنه لا يوجد في ليبيا برنامج لإصلاح قطاع الأمن وهذا يحد وفق رأيها من التدابير التي يمكن اتخاذها بالخصوص.
وكان الملحق العسكري في السفارة الأمريكية شدد على دعم واشنطن تعزيز التعاون بين المؤسسات العسكرية وتشجيع الجهود الرامية إلى توحيد المؤسسة العسكرية في كافة ليبيا.
وأكد الملحق العسكري الأمريكي التزام بلاده بالتعامل مع المسؤولين العسكريين الليبيين.
وأكدت واشنطن دعمها خارطة طريق انتخابية ذات مصداقية لضمان السلام والاستقرار في البلاد على المدى الطويل.
جاء ذلك بحسب السفارة الأمريكية خلال لقاء جمع الملحق بمدير مكتب خليفة حفتر ورؤساء الأركان في بنغازي.
وكان الفريق أول ركن “محمد الحداد”، والفريق أول “عبدالرازق الناظوري”، بحثا مع قائد القيادة العسكرية للقوات الأمريكية في إفريقيا “الأفريكوم” الجنرال “ميشل لانجلي”، ضمان وحدة التراب الليبي، والمحافظة على السيادة الوطنية، وحرمة الدم الليبي، والمضي قدماً لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية، وتشكيل قوة مشتركة كخطوة أولى لحماية الحدود، وتبني مشروع وطني لاستيعاب الشباب وإدماجهم في مؤسسات الدولة.
وتأتي هذه التحركات الأمريكية، في سياق توسع الدب الروسي، حيث قالت وكالة بلومبرغ إن نشاطات فاغنر لتعزيز مصالح الكرملين في أفريقيا والشرق الأوسط سمحت لموسكو بتعزيز وجودها العسكري الأجنبي بسرعة، مشيرة إلى أنها تسعى إلى إنشاء قاعدة بحرية على البحر الأحمر في السودان، مما يتيح لها الوصول الدائم إلى قناة السويس والمحيط الهندي وشبه الجزيرة العربية، على الرغم من أن الصراع في السودان قد يؤخر هذه الخطط.
وعن مساعي التوسع الروسي في إفريقيا، قالت صحيفة فيدوموستي الروسية إن موسكو بدأت تشكيل الفيلق ليحل محل قوات فاغنر، ومن المفترض أن يكتمل هيكله بحلول صيف 2024، ليكون حاضرا في 5 دول إفريقية.
وأضافت أن الفيلق سينشط في ليبيا وبوركينا فاسو ومالي وجمهورية أفريقيا الوسطى والنيجر، وسيتبع مباشرة الإدارة العسكرية، ويشرف عليه نائب وزير الدفاع الروسي الجنرال يونس بك إيفكوروف.
بدورها، قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن وزارة الدفاع الروسية أنشأت فيلقاً جديداً باسم إفريقيا كوربس، لتعزيز وجودها والانتشار بشكل أوسع في ليبيا وأفريقيا.
وأضافت في تقرير مطول، أن هذا الفيلق سوف يضم عناصر من شركة فاغنر ومجندين جدد.
وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن هذه الإصلاحات الروسية في فاغنر، تأتي بعد زيارات متبادلة بين بنغازي وموسكو أسفرت عن اتفاق بين حفتر مع بوتين على توسيع الوجود الروسي في ليبيا وأفريقيا عبر المكون الجديد، فيلق إفريقيا.
وأفادت لوموند بأن موسكو تحاول بإشراف وزارة الدفاع، تجديد منظومتها الإفريقية ونسيان علامة فاغنر.
مناقشة حول هذا post