في زيارة هي الأولى من نوعها.. وصل رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح إلى العاصمة القطرية الدوحة رفقة بلقاسم نجل خليفة حفتر، في زيارة رسمية يراها متابعون للشأن الليبي “زيارة إذابة الجليد”.
وأفادت وكالة الأنباء القطرية أن صالحا والوفد المرافق له وصلوا إلى مطار الدوحة العالمي، وكان في استقبالهم رئيس مجلس الشورى حسن الغانم، والأمين العام للمجلس أحمد الفضالة، والسفيران القطري لدى ليبيا، والسفير الليبي في الدوحة.
والتقى عقيلة صالح، اليوم الأحد في الديوان الأميري، أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وأطلعه على آخر تطورات الأوضاع في ليبيا، معربا في الوقت نفسه عن شكره وتقديره لدعم دولة قطر المتواصل والدائم لدولة ليبيا وشعبها.
من جانبه جدد آل ثاني التأكيد على موقف بلاده تجاه الشعب الليبي الشقيق ودعم خياراته وتحقيق تطلعاته في التنمية والازدهار من أجل وحدة ليبيا واستقرارها.
كما جرى بحث أوجه تنمية وتعزيز التعاون بين البلدين، ومناقشة المستجدات الراهنة في ليبيا، بالإضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية، وفقا لوكالة الأنباء القطرية.
“قطر دعمت تشكيل الحكومة الليبية”
قال عضو لجنة المسار الدستوري بالمجلس الأعلى للدولة محمد الهادي، في حديث لمنصة فواصل، إن قطر دعمت خطوة تشكيل مجلس النواب حكومة برئاسة فتحي باشاغا، مبينا أن هذا راجع للدعم الذي يتلقاه رئيس الحزب الديموقراطي محمد صوان الشريك الأساسي لهذه الحكومة.
وبشأن دورها المحوري، أوضح الهادي أن قطر قد تنجح في حل الأزمة الليبية إذا حافظت على حياديتها وعدم انحيازها لطرف دون آخر، والابتعاد عن إقحام حساباتها الإقليمية في الملف الليبي.
وذكر أنه يتحتم على قطر الآن أن تلعب دورا لخلق توازن بين بعض الأطراف التي كانت تدعمها إبان ثورة فبراير ولتحقيق الانسجام مع مواقف الحليف التركي.
وحول الرؤية المصرية لحل أزمة الملف الليبي، لفت عضو مجلس الدولة إلى أنه من المبكر القول بأن مصر ستنضم للحلف القطري التركي في ظل وجود السعودية والإمارات، إضافة إلى تصادم المصالح التركية مع المصالح المصرية في ليبيا، على حد تعبيره.
الزيارة في سياق حلحلة الملف
الباحث الأكاديمي علي القبلاوي قال لـ أبعاد، إن زيارة عقيلة صالح لقطر تأتي في وقت حساس تشهد فيه الأزمة الليبية خلافا إقليميا ودوليا، لافتا إلى أنها تأتي في سياق توحيد المشهد السياسي، وتحشيد الدعم الإقليمي لتسوية سياسية محددة ستتضح خلال الأيام القادمة.
وذكّر القبلاوي بزيارة عقيلة إلى تركيا، ومصر، ليتجه الآن نحو قطر رفقة نجل خليفة حفتر، وهي جولة تحدث لأول مرة من قبل رئيس السلطة التشريعية في البلاد، وربما تؤثر في الرؤية الإقليمية للأزمة في ليبيا، في حال اتفاق وجهات النظر فيما بينهم.
أبوظبي ليست على جدول الأعمال
الكاتب والباحث السياسي إبراهيم بلقاسم أبدى استغرابه من عدم إدراج رئيس البرلمان عقيلة صالح لأبوظبي ضمن خريطة زياراته الخارجية لأكثر العواصم الإقليمية تأثيرا في ليبيا، فيما اكتفى بزيارة القاهرة، عمان، أنقرة، وأخيرا العاصمة القطرية الدوحة.
وباتت أبوظبي حليفا لعبد الحميد الدبيبة الذي كلف بدوره أحد أقربائه سفيرا لديها، وأبرم معها عددا من العقود في مجالات الاقتصاد والطاقة، كما أنها كانت الراعي الأهم لصفقة النفط بين الدبيبة وحفتر، والتي أسفرت عن استئناف إنتاج النفط بعد توقفه لقرابة 3 أشهر مقابل تكليف رئيس جديد لمجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط، ضمن حزمة من الاتفاقات بين الجانبين.
وتؤكد هذه الزيارات المتوالية للمسؤولين الليبيين إلى عواصم إقليمية ودولية مختلفة أن الملف الليبي بات دوليا بامتياز، وأن حل الأزمة الليبية من الداخل بحاجة إلى توحيد الجهود الوطنية ودعم حل ليبي ليبي من شأنه الدفع بالمجتمع الدولي نحو الاقتناع به ودعمه أيضا.
مناقشة حول هذا post