منذ الزيارة المثيرة للتساؤلات حول أجندتها، والتي أجراها مؤخرا مدير وكالة المخابرات الأمريكية وليام بيرنز إلى ليبيا، يناير الماضي، تحديدا طرابلس وبنغازي، شهدت وسائل الإعلام المحلية والدولية حديثا وأسئلة متواصلة عن مصير فاغنر في ليبيا.
وهو ما كشف عنه موقع أفريكا أنتليجنس الاستخباراتي الفرنسي، إذ يقول إن التحذير من تزايد النفوذ الروسي عبر مجموعة فاغنر في قطاع الطاقة الليبي كان من أبرز أجندة زيارة بيرنز إلى ليبيا.
قلق أمريكي
في خطاب ألقاه بيرنز في جامعة جورج تاون بواشنطن، اعترف خلاله بأنه كان قلقا للغاية بشأن نفوذ الشركة الروسية المتزايد في القارة الإفريقية عقب أن زارها مؤخرا، وفقا لوكالة فرانس برس.
ونقلت أسوشيتد برس عن مسؤولين مصريين وليبيين أن مدير المخابرات الأمريكية حث القاهرة وأبوظبي على ضرورة الضغط على حليفهما خليفة حفتر لفك ارتباطه بمرتزقة فاغنر الروس.
وتزامن هذا التحذير والقلق الأمريكي بإجراءات حازمة للضغط على فاغنر وكل الشخصيات والجهات المرتبطة بها، في خطوات ممنهجة للحد من نفوذها.
عقوبات أمريكية ضد أسماء ارتبطت بها
بعد أن صنفت فاغنر كمجموعة إجرامية، أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية شركة كراتول للطيران الإماراتية في العقوبات بسبب تقديمها خدمات لمجموعة فاغنر، بما في ذلك نقل الأفراد والمعدات بين جمهورية أفريقيا الوسطى وليبيا ومالي، فضلا عن خدمات مالية وتقنية أخرى للفاغنر.
كما فرضت الوزارة عقوبات على 6 أفراد و12 كيانا روسيا مرتبطا بمرتزقة فاغنر بسبب دورها في الحرب الروسية على أوكرانيا وانتهاكات خطيرة قامت بها في دول إفريقية.
هل تلقت فاغنر ضربات جوية؟
الكاتب السياسي الليبي المقيم بالولايات المتحدة محمد بويصير كان أول من أعلن الخبر، حين قال إن مرافق فاغنر بقاعدة الخروبة الجوية تعرضت للقصف ليلة 30 يناير المنصرم، لتعقبها أعمال إخلاء في مدينة الجفرة.
بويصير عاد ليذكر تفاصيل أخرى عن الواقعة، عبر تدوينة على فيسبوك، مبينا أن القصف استهدف مركز قيادة وتحكم، ومخزن ذخيرة، وطائرة شحن، جميعها تابعة لفاغنر.
وأشار الكاتب السياسي إلى أن الاستراتيجية الأمريكية تقوم الآن على تأمين ليبيا عن طريق تحقيق الاستقرار بها، وضمها إلى الصف الغربي، وفق قوله.
اشتعال النيران في طائرة مرتبطة بفاغنر
المحلل الفرنسي بصحيفة لوفيغارو ” Casus Belli” كشف عن حريق على مدرج مطار قاعدة الخادم الجوية ليلة 27 يناير، وفق صور الأقمار الصناعية.
المحلل الفرنسي أفاد، عبر تغريدة، أن النيران اشتعلت تلك الليلة في طائرة من طراز IL-18 مرتبطة بفاغنر في قاعدة الخادم الجوية، ليثير تساؤلات حقيقية حول تلقي فاغنر ضربات في ليبيا.
فهل يكون هذا الحراك بداية فعلية لواشنطن تجاه الوجود الروسي في ليبيا؟ وهل ستحمل الأيام القادمة الجديد بشأن إخراج مرتزقة فاغنر بالكامل من الأراضي الليبية؟ أسئلة عدة تنتظر إجابات، وسط قلق محلي بالغ من أن تتحول ليبيا إلى ساحة صراعات دولية.
مناقشة حول هذا post