أعلن رسميا أن قمة أفريقية خاصة بالملف الليبي ستعقد بأديس أبابا في فبراير القادم، على أن يتم خلالها التوقيع على ميثاق المصالحة الوطنية.
جاء ذلك أثناء الزيارة الرسمية التي أداها الرئيس الكونغولي رئيس اللجنة رفيعة المستوى للاتحاد الأفريقي المعنية بليبيا، دنيس ساسو نغيسو إلى طرابلس وبنغازي.
وفي اجتماع موسع رفيع المستوى، بحث رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، رفقة القائد العام خليفة حفتر، ورئيس الحكومة في بنغازي أسامة حماد مع رئيس جمهورية الكونغو برازافيل ساسو نغيسو عدداً من الملفات الهامة التي على رأسها ملف المصالحة الوطنية، مثمنين جهود الاتحاد الأفريقي في هذا الملف لإنهاء الانقسام السياسي في البلاد.
من جانبه، أبرز عقيلة صالح أن المجلس يعكف على إصدار قانون شامل للمصالحة الوطنية، واصفاً إياه ببادرة طيبة للم الشمل وتوحيد الصف.
وأفاد عقيلة بأن “تصرفات حكومة عبدالحميد الدبيبة تدفع نحو الشقاق والانفصال كونها الداعم الرئيسي للميليشيات التي تؤرق صفو العاصمة” مشيرا إلى أن مجلس النواب قام بدوره وشكّل بالتشاور مع المجلس الأعلى للدولة ولجنة 6+6 التي أصدرت قوانين الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، ورحب بها مجلس الأمن الدولي.
وأشار صالح إلى أهمية أن تؤدي بعثة الأمم المتحدة للدعم لدى ليبيا دورها على أكمل وجه في سبيل حل الأزمة الليبية، معربا عن رفضه التدخل الأجنبي السافر في الشأن الليبي، وضرورة أن يكون الحل ليبياً وبإرادة وطنية مخلصة، مشددا على ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية تحقيقا لإرادة الشعب.
بدوره، أكد حماد أن الجيش الليبي كان يحارب الإرهاب بيدٍ، ويُعيد بناء مؤسسته العسكرية باليد الأخرى، لضمان عدم تمكن الإرهاب من العودة مرة أخرى بأي شكل من أشكاله وأنماطه التي يتستر بها، مشيراً إلى بدْءِ الحكومة عبر أدواتها التنفيذية، في حرب أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها، لكن كانت أسلحتها البناء والتنمية وإعادة الإعمار.
وأكد رئيس الوزراء أن مسارات الحوارات السياسية والمفاوضات الدولية لم تفلح في تحقيق أي تقدم يذكر في مسار حل الأزمة القائمة، وأنها اصطدمت بعدم وجود إرادة حقيقية لدى الأطراف الدولية والإقليمية المتدخلة في حل النزاع، لوضع هذه الاتفاقات والمخرجات موضع التنفيذ الحقيقي.
وأفاد حماد بأنه بالرغم من تعاقب عدد غير مسبوق من المبعوثين الدوليين والممثلين للأمين العام للأمم المتحدة عبر بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا؛ كانت أغلب جهودهم على إدارة الأزمة الليبية دون السعي لوضع حلول جذرية لتوحيد المؤسسات والدفع نحو إنجاز الاستحقاقات الانتخابية الضرورية.
وأوضح رئيس الوزراء، أن “الحكومة منتهية الولاية” قامت بتقويض الجهود الرامية لإبرام الانتخابات في موعدها، واستمرت في اغتصاب السلطة وإهدار المال العام، وأبرمت اتفاقيات مشبوهة تتعارض مع التشريعات الداخلية، على الرغم من سحب الثقة منها ومنح هذه الثقة للحكومة الليبية الحالية التي تم تعيينها من قبل مجلس النواب الليبي.
وتابع رئيس الوزراء، أن إخفاق المجلس الرئاسي و”الحكومة منتهية الولاية” في ملف المصالحة الوطنية، استدعى تدخل قياداتهم التشريعية والعسكرية للعمل على هذا الملف، وكانت مساعيهم اتخاذ الخطوات اللازمة لوضع هذه المصالحة موضع التنفيذ وبجهود ليبية ليبية.
وأشار حماد إلى أنه تم تشكيل اللجان الوزارية لتقصّي الحقائق وحصر الأضرار وجبرها، وتكللت جميع الجهود بإتمام وتوقيع ميثاق المصالحة الشاملة بين مكوّن التبو والأهالي في مدينة مرزق منذ مدة، وكذلك إتمام المصالحة في مدينة الكفرة في الجنوب الشرقي، مردفا إلى أن هذه الجهود الحقيقية والنتائج الواقعية لم يقابلها أي ترحيب أو تأييد من بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، وعلى رأسها الممثلة الحالية للأمين العام، متوقعا أن يكون لها دور بارز في دعم جهود وخطوات المصالحة، لكنها اتخذت موقفاً لا يقل سلبية عن موقف من سبقها في رئاسة البعثة الأممية.
من ناحيته، قدم القائد العام خليفة حفتر مبادرة جديدة تهدف إلى ضمان نجاح المصالحة الوطنية الشاملة، مشددًا على ضرورة توافق الجميع من أجل بناء مستقبل مستقر وآمن للبلاد.
من جانبه، أشاد رئيس جمهورية الكونغو بالمبادرة التي طرحها القائد العام، مؤكدًا أنها تمثل خطوة هامة نحو تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة، وأنها تعتبر من الأسس الرئيسية التي يمكن البناء عليها لتوحيد الليبيين وتحقيق الاستقرار في البلاد.
وفي غرب البلاد، عُقدت بالعاصمة طرابلس الاثنين الماضي جلسة مباحثات بين رئيس المجلس الرئاسي، “محمد المنفي”، والنائب بالمجلس، “عبدالله اللافي”، مع الرئيس الكونغولي، رئيس اللجنة رفيعة المستوى للاتحاد الإفريقي المعنية بليبيا، “دنيس ساسو نغيسو”.
وتركزت المباحثات حول ملف المصالحة الوطنية في ليبيا، الذي يرعاه المجلس الرئاسي بدعم الاتحاد الإفريقي، ودفع عجلة المصالحة وتفعيل دور الاتحاد الإفريقي في الحوار الليبي الليبي، بما يضمن تحقيق الاستقرار والسلام في البلاد.
كما ناقش الجانبان، أهمية تظافر الجهود الإقليمية والدولية لتعزيز مسار المصالحة في إطار التزام الاتحاد الإفريقي بدعم ليبيا في هذه المرحلة الحاسمة، وقدم الرئيس، “دنيس ساسو نغيسو”، في ختام المباحثات مقترح ميثاق المصالحة الوطنية للمجلس الرئاسي، متوقعا توقيعه من قبل الأطراف الليبية في أديس أبابا في منتصف فبراير القادم.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي الذي أكد التزام ليبيا بكل مخرجات مشروع المصالحة الوطنية، مشددا على أهمية التعاون مع الدول المجاورة كركيزة أساسية للاستقرار.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك أكد المنفي التزام ليبيا بكل مخرجات مشروع المصالحة الوطنية، مشددا على أهمية التعاون مع الدول المجاورة كركيزة أساسية للاستقرار، لافتا إلى مناقشة سبل التقدم نحو إجراء الانتخابات، مؤكدا أن استقرار ليبيا ينعكس إيجابا على استقرار المنطقة والقارة.
وأوضح ساسو أن الاتحاد الأفريقي شكل لجنة رفيعة المستوى للمساعدة في تحقيق الوحدة والاستقرار في ليبيا، وأن هذه اللجنة شاركت في العديد من الاجتماعات الإقليمية والدولية لبحث المصالحة.
وخلال لقائه الرئيس الكونغولي بحث رئيس الحكومة في طرابلس عبدالحميد الدبيبة ملف المصالحة الوطنية، مؤكدا أن الانتخابات هي الحل الوحيد للصراع السياسي الراهن، لافتا إلى أن الخلاف الحقيقي لا يوجد بين أبناء الشعب الليبي، بل هو محصور بين الطبقة السياسية الحاكمة.
وأكد الدبيبة ونغيسو على أهمية توحيد الجهود الإقليمية والدولية لدعم مسار المصالحة الوطنية، في إطار التزام الاتحاد الأفريقي بمساندة ليبيا خلال هذه المرحلة الحساسة، وناقشا فكرة مقترح ميثاق المصالحة الوطنية الذي سيطرح للتوقيع في قمة أديس أبابا.
مناقشة حول هذا post