مولد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، من أعظم وأشرف أيام الله تعالى، ومن مقاصد التشريع التذكير بأيام الله التي خصّها بأمر عظيم؛ قال تعالى : ” وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ …”
وليس هناك صلة بين الابتداع في الدين، وبين الاحتفاء والاحتفال بمولده الشريف، لأن شرط الابتداع أن يُقصَد بالعمل، استحداثُ (عبادة) ليست على مِثال سابقٍ مشروع. ومجرد الترك لبعض الأمور، ليس دليلا على تحريمها كما ظن بعضهم !
ومن أجل هذا المُدرك، أباح كبار الأعلام والعلما ، إحياء ذكرى مولد سيد البشر، مالم يخالط الإحياء والاحتفال منكرٌ أو ضرر.
ومن قلد بعض العلماء في توسيع سد الذريعة -ولو في العادات- فهو مأجور، مالم ينكر ويشنع على من خالفه. فلكل فريق دليله وتأويله، ولن ننتفع من الجدل والمراء حول أقوالهم، إلا الجفاء والبغضاء.
نحن في زمن طغت فيه المادة وضمرت فيه العواطف، وتكالب فيه الأعداء والحمقى على بث الشبهات، والانتقاص من مقامه وأنواره صلى الله عليه وسلم، وقد يكون في إحياء ذكراه؛ تذكيرا للغافلين، وشحذا لهمم المحبين، وسانحة للإقتباس من انوار سيرته، ونهج مسيرته.
فداه نفسي.
الشيخ ونيس المبروك
عضو مجلس الأمناء بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
مناقشة حول هذا post