“فشلنا في دخول طرابلس لأننا لا نريد الدماء ولم نطلق رصاصة واحدة بما فيها الأحداث الأخيرة”.
بهذه الكلمات افتتح رئيس الحكومة الليبية فتحي باشاغا حديثه وسط أعيان وأهالي مدينة بنغازي عقب وصوله إلى المدينة قادما من تركيا، حيث تم استقباله رفقة عدد من وزرائه بشكل رسمي في مطار بنينا.
باشاغا أكد أن حكومة الدبيبة منتهية الولاية هي من أثارت الفتنة وأطلقت النيران ولا تزال تمارس الترهيب في العاصمة، مشددا على أنهم سيساهمون في فك أسر المنطقة الغربية بأن يكون لهم دعم من الحكومة في جميع القطاعات.
كما اتهم الحكومة التي عول عليها الليبيون في إنقاذ ليبيا بأنها أصبحت “عصابة في العاصمة طرابلس”.
“سنعمل من بنغازي وسرت”
وذكر رئيس الوزراء أن الحكومة الليبية ستباشر عملها من مدينتي سرت وبنغازي و”سيكون عملنا لصالح كل الليبيين وسندعم جميع القطاعات وحل المختنقات”.
وأفاد أنهم يسعون إلى حل المختنقات ووضع الخطط ودعم البلديات، معربا عن أمله في أن يقدم مجلس النواب دعما كاملا بتعديل بعض القوانين، وسن قوانين أخرى، وتوفير الميزانية للسنة القادمة.
رغبة خارجية وداخلية في عدم تقارب الليبيين
وكشف باشاغا، ضمن كلمته، عن وضع إقليمي ودولي لا يريد تقارب الليبيين والمصالحة بينهم، إلى جانب وجود عض الليبيين يريدون استمرار الفوضى وأن تكون ليبيا منقسمة.
وذكر أنه يقع على عاتقهم مسؤولية النظر في مصالح الشعب الليبي، مؤكدا أنهم سينطلقون للعمل الوطني وليس السياسي لخدمة وتوحيد ليبيا بالكامل، وسيسعون للمصالحة مهما واجهتهم من ظروف، حسب قوله.
خطة مرتقبة لتحقيق السلام في ليبيا
كلمة رئيس الحكومة الليبية تأتي عقب تدوينة على فيسبوك أوضح خلالها أنه أجرى اجتماعات مثمرة وبناءة مع الدول الصديقة والشقيقة، مبينا أنه سيكشف قريبا عن خطته التي تركّز على ما يحقق الاستقرار والسلام والازدهار لليبيا وشعبها الكريم، ويضمن الوصول إلى انتخابات رئاسية وتشريعية متزامنة حرة ونزيهة.
وثمن باشاغا إيجابية واستعداد هذه الدول للتعاون والعمل المشترك، متعهدا بالنهوض بليبيا على أسس من الديمقراطية، وانطلاقا من إرادة الشعب الليبي الذي يستحق العيش بسلام وطمأنينة اقتصادية واجتماعية، وفق تعبيره.
اجتماع مرتقب مع عقيلة
مصدر حكومي صرح لـ أبعاد بأن لقاء مرتقبا سيُعقد بين رئيس الحكومة فتحي باشاغا، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح، قبيل جلسة البرلمان التي دعي إليها الأول خلال الأسبوع المقبل لتقديم إحاطة عن عمل الحكومة، وأبرز المصاعب التي تواجهها لممارسة أعمالها بشكل سلس.
كما أكد المصدر أن رئيس الحكومة الليبية، وعقب الانتهاء من جلسة البرلمان، سيجري جولة خارجية أخرى تبدأ بمصر ودول أخرى، وستتناول طبيعة المرحلة المقبلة، ومباشرة الحكومة الليبية لمهامها.
وبالتزامن مع جولة باشاغا الخارجية المرتقبة، يعتزم عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي أيضا عقد زيارة خارجية، فقد صرح مستشاره الإعلامي فتحي المريمي لـ أبعاد بأن هناك زيارة مرتقبة لعقيلة إلى روسيا خلال الأيام القريبة القادمة، دون تطرق إلى عنوان الزيارة وتفاصيلها.
ويرى عدد من الباحثين أن زيارات عقيلة الأخيرة إلى تركيا وقطر أذابت الجليد الذي دام بينهما لسنوات، وأدت إلى انفتاح الدولتين على معسكر الشرق، وهو ما من شأنه تقريب وجهات النظر مع القاهرة الداعم المهم للحكومة الليبية والتوافق الوطني بشأنها، فيما قد يسفر الحراك الخارجي المرتقب لباشاغا وعقيلة عن مزيد من التوافقات الإقليمية والدولية بشأن الملف الليبي الذي يُعد ملفا دوليا بامتياز.
مناقشة حول هذا post