تستضيف العاصمة الألمانية برلين اجتماعا دوليا موسعا بشأن الملف الليبي، غدا الجمعة، ستشارك به دول الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والصين وروسيا وتركيا ومصر، في غياب للتمثيل الليبي.
وسبق أن استضافت ألمانيا حدثين بارزين لحلحلة الأزمة الليبية تمثلا في مؤتمر برلين 1 الذي انعقد بيناير عام 2020، ومؤتمر برلين 2 المنعقد في يونيو 2021 اللذين انبثقت عنهما مسارات حل الأزمة الليبية الثلاث؛ السياسي، الأمني، والاقتصادي، غير أنها لم تتمكن من دفع البلاد نحو الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي كانت مقررة في ديسمبر من العام 2021، لتعود البلاد بعدها إلى مربع الانقسام، وتشهد توترا عسكريا، لاسيما في العاصمة طرابلس.
أجندة الاجتماع
وذكرت صحيفة العربي الجديد أن تسريبات حول جدول الأعمال كشفت أن الاجتماع سيناقش المسار الدستوري والتنفيذي في ليبيا، ما يدل على عناية المحيط الإقليمي والدولي بمصالحه في ليبيا، وضرورة تنسيقها لتجنيبها وتجنيب البلاد المزيد من الانجراف في متاهات الفوضى.
ولفتت إلى أن وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش تطرقت إلى الاجتماع خلال لقائها السفير الإيطالي لدى ليبيا جوزيبي بوتشينو، الأحد الماضي، ولكنها لم تتحدث عن تمثيل ليبي في الحدث الدولي.
وقالت الصحيفة إنه من المؤكد أن اللقاء الوشيك في ألمانيا على صلة بتنسيق الدول المشاركة لمواقفها بعد الاتفاق على مبعوث أممي جديد إلى ليبيا، ويمكن التكهن بأن تلك الدول تفكر في رسم مرحلة سياسية جديدة في ليبيا بعد الفشل الواضح في المراحل السابقة.
ملامح الرؤية الدولية
وأضافت الصحيفة أن هناك مؤشرين على ملامح الرؤية الدولية للمرحلة القادمة؛ الأول يتمثل في غياب التمثيل الليبي، وهو دلالة على اتجاه دولي لتجاوز القادة الليبيين جميعاً.
والمؤشر الثاني هو أن أجندة اللقاء ستكون مناقشة المسارين الدستوري والتنفيذي، ما يعكس انتقال المعالجة الدولية للأزمة الليبية إلى مرحلة أكثر تدخلا، فالدستوري يعني إجماعاً دولياً على ضرورة فرض مرحلة الانتخابات وإجرائها لإقصاء وجوه الطبقة السياسية الحالية، والتنفيذي مهم لوضع حد للخلاف الحكومي الدائر حالياً.
وتأتي هذه المحاولات الدولية وسط انقسام في السلطة التنفيذية والعسكرية في البلاد، وخلاف متصاعد على صعيد السلطة القضائية، وتوتر أمني في الغرب الليبي، ما يجعل من عقد الانتخابات أمرا صعب المنال في ظل تمترس حكومة الدبيبة العاجزة عن السيطرة على رقعة جغرافية تتجاوز وسط العاصمة، الأمر الذي يحتم على الأطراف الدولية التدخل لإيجاد حل يفضي إلى انتخابات طال انتظارها.
مناقشة حول هذا post