كم وارت ترهونة من ضحايا قُتلوا دون ذنب، أعداد لا تزال في ارتفاع منذ قرابة 3 سنوات، لتكشف لنا عن واحدة من أبشع الجرائم بحق البشرية.. مقابر جماعية في كل مكان، ضحايا تحت التراب لا يدري أحد ما الذي عانوه في آخر لحظاتهم على يد مجرمين لم يراعوا فيهم إلًا ولا ذمة.
تحدثت أبعاد مع الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين، التي أفادت بدورها بالأرقام التي أحصتها، خلال أعمالها في البحث وانتشال الضحايا من المدينة، مبينة أنها تمكنت حتى الآن من العثور على 266 جثة لضحايا المقابر الجماعية.
وذكر مسؤول داخل الهيئة لـ أبعاد أن ما شاهده في مشروع الربط الزراعي كان “أمرا لا يتخيل” ويتابع قائلا: “شاهدنا جثثا في كل مكان، كنا نحفر بشكل مدروس ومنظم وفي كل مرة كنا ننتشل المزيد من الجثث، لقد شعرنا أن هناك مدينة أموات أسفل ترهونة”.
129 جثة بينها 14 أشلاء، من 25 مقبرة جماعية، و19 مقبرة فردية، مجموع ما ضمه مشروع الربط الزراعي الذي كان شاهدا على واحدة من أكبر الجرائم في التاريخ الليبي والعالمي.
في حين ضم مشروع “5 كم” الزراعي 55 جثة، تفرقت في 20 مقبرة بين جماعية وفردية، أما “ألمكب العام” فقد عثرت الفرق فيه على 10 مقابر حوت 54 جثمانا لضحايا من المدنيين.
وخلف موقع “القابينة” انتشلت فرق الهيئة 16 جثة من مقبرتين فرديتين، و9 مقابر جماعية، فيما تفرقت بقية الحالات في مواقع مختلفة أخرى في المدينة.
149 ضحية فقط من تم التعرف على هوياتهم داخل مختبرات الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين عبر تحليل البصمة الوراثية، ولا يزال أكثر من مئة جثمان مجهول الهوية، لا يعرف ذووه أنه قد فارق الحياة، ووُوري التراب منذ وقت طويل.
يقول حمزة محمد أحد أهالي الضحايا: “أخبرتنا الهيئة بأنه تم التعرف على عمي و3 من أبنائه، كنا نعتقد أننا سنرى الجثامين كاملة، كما عهدناها، لكننا لم نرَ سوى جماجم، وبقايا عظام، ولم نعرف كيف سنخبر بقية الأسرة عن هذا المشهد، كانت فاجعة لن ننساها أبدا”.
مناقشة حول هذا post