كشفت منظمة “هيومن رايتس ووتش” عن معلومات جديدة من الهيئات الحكومية ومنظمات إزالة الألغام الليبية تربط مجموعة فاغنر باستخدام الألغام الأرضية المحظورة والأفخاخ المتفجرة في ليبيا في عامي 2019-2020.
وأضافت المنظمة أن الشركة الأمنية العسكرية الروسية الخاصة لها صلات على ما يبدو بالحكومة الروسية دعمت قوات حفتر في هجومها على العاصمة الليبية طرابلس.
الألغام المزروعة:
وجمعت المنظمة الحقوقية معلومات جمعتها من منظمات إزالة الألغام بعد إفادة هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” عن حصزلها على جهاز “تابلت” تُرِك على الخطوط الأمامية في جنوب طرابلس يعود إلى أحد عملاء فاغنر والذين لعبوا دورا في زرع الألغام الأرضية المضادة للأفراد وهو ما أكدته مسبقا.
كما جمعت هيومن رايتس ووتش من منظمات مكافحة الألغام ما يقارب الـ 35 موقعا من جهاز “التابليت” أكدت أنها ملغومة وزرعتها مجموعة فاغنر في تلك المناطق في ذلك الوقت حيث من المرجح أن تكون المجموعة مسؤولة عن زرعها.
وأظهر تحقيق رايتس ووتش صور قصاصات ورق باللغة الروسية وجدت أثناء أعمال التطهير جنوب طرابلس في منازل ومواقع أخرى كانت تسيطر عليها الفاغنر قبل انسحابها، تتضمن قوائم بالأسماء وجداول زمنية للمناوبات، وقوائم بالمصابين، وقوائم بمواقع أو إحداثيات، بما فيها موقع سُمِّي ب “العدو”.
وعدّ خبراء ألغام المنظمة أن تلك المتفجرات والألغام المزروعة أكثر تعقيدا وفتكا من تلك التي وضعتها الجماعات الليبية أو السودانية أو السورية وفق التقرير.
ضحايا الألغام:
تركت المجموعة وراءها العديد من الألغام الأرضية والأفخاخ المتفجرة، وشمل ذلك ما لا يقل عن أربعة أنواع من الألغام الأرضية التي لم توثقها مجموعات نزع الألغام في ليبيا قبل هذا النزاع، إلى جانب العبوات الناسفة الأخرى التي تنفجر بالضحية فضلا عن تسببت الذخائر غير المنفجرة أو المتروكة في تلويث حوالي 270 كيلومتر مربع في المنطقة في أعقاب الحرب.
وأشارت الخرائط إلى وجود ألغام شظوية اتجاهية نوع (MON-50) و (MON-200) ولغم شظوي وثّاب من نوع (OZM-72) كما عنونت الخرائط على أنها لـ “منطقة ملغومة” أو “لغم تحكم عن بعد”.
ووفقا للمركز الليبي، فإن إجمالي الضحايا جراء وجود تلك الألغام بلغ 326 شخصا بين قتيل وجريح في الفترة ما بين مايو 2020 وحتى مارس 2022 أغلبهم مدنيون منهم 299 رجلا و26 امرأة إضافة إلى ما يقارب 78 ضحية من جنسيات غير معروفة.
التحقيقات الدولية:
تقول لمى فقيه مديرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش إنها حاولت التواصل وأرسلت بمكتوب لوزارة الخارجية الروسية لعرض نتائج المنظمة وطلب معلومات تتعلق بوجود عملاء فاغنر في ليبيا ودور هذه المجموعة وصلتها بحفتر إلا أن السلطات الروسية لم ترد.كما حاولت العثور على معلومات اتصال لمجموعة فاغنر أو إدارتها لمشاركة نتائج التقرير، لكنها لم تتمكن من القيام بذلك.
لذلك طالبت المنظمة إجراء تحقيق دولي يتسم بالمصداقية والشفافية لضمان العدالة للعديد من المدنيين وعمّال إزالة الألغام الذين قُتلوا وشُوهوا بشكل غير قانوني بسبب هذه الأسلحة، والتي تنتهك القانون الإنساني الدولي لأنها لا تستطيع التمييز بين المدنيين والمقاتلين، وعلى المدعي العام لـمحكمة الجنائية الدولية النظر في دور الجماعات المسلحة الليبية والأجنبية في زرع الألغام المضادة للأفراد خلال فترة النزاع.
كما طالبت المنظمة ليبيا المصادقة على اتفاقية حظر الألغام، والالتزام بحظر شامل لاستخدام الألغام المضادة للأفراد، وتعزيز الإجراءات الإنسانية المتعلقة بالألغام، ومساعدة الناجين وعلى ليبيا أيضا منح حق الوصول إلى “فريق الأمم المتحدة العامل المعني بالمرتزقة” المعلق منذ 2018 للقيام بزيارة إلى ليبيا لتمكينه من الحصول على معلومات مباشرة عن تأثير المقاتلين الأجانب في ليبيا وتحديد التحديّات، وعلى المحاكم الليبية أن تتصرف باستقلال عن أي تحقيق دولي وتجري تحقيقا محايدا مع القادة والمقاتلين يشمل حتى الأجانب وملاحقتهم قضائيا بشكل مناسب على جرائم الحرب في ليبيا.