لا تزال الجهات المختصة والوصية على قطاع الصحة في ليبيا تتباطأ في إنقاذ مرضى الأورام الذين لا تزال دائرة أعدادهم تتسع، وسط نقص حاد في الأدوية والتجهيزات التي تحاول المراكز الطبية سد عجزها من خلال مساعدات الخيرين والمنظمات الإنسانية.
وفي وقت لا تزال الحكومة في طرابلس تتحدث عن استمرار بناء منظومة إلكترونية لإدارة الملفات الطبية لمرضى الأورام، بما فيها الاحتياجات الدوائية الخاصة، تقول الحكومة الليبية إن رئيسها أسامة حماد عقد اجتماعاً خاصاً مع وزير الصحة عثمان عبد الجليل، لبحث ملفات مرضى الأورام وأوضاع المستشفيات والمراكز الصحية المتخصصة في علاج الأورام، وإمكانية توفير احتياجاتها لتقديم خدماتها للمرضى.
وبحث وزير الصحة بالحكومة الليبية عثمان عبد الجليل، مع شركة جي سانت ما غريت Groupe Sainte Marguerite الفرنسية إمكانية تكوين شراكة لإنشاء وتشغيل مركز متخصص لتقديم الخدمات العلاجية لأورام الأطفال، وبالأخص توطين عمليات زراعة النخاع الشوكي، ورفع كفاءة قدرات العناصر الطبية والطبية المساعدة الليبية العاملة في مجال طب الأورام لتوطين هذا النوع من العلاج بالداخل.
وأضاف عبد الجليل أن علاج مرضى الأورام بصفة عامة من أولويات إستراتيجية الوزارة للنهوض بالنظام الصحي وإصلاحه، وأن إنشاء مستشفى مختص بأورام الأطفال وزراعة النخاع الشوكي يأتي كخطوة طموحة للتخفيف من المعاناة المادية والمعنوية والنفسية التي يواجهها أطفال الأورام.
ويعاني حوالي 25 ألف مريض، بينهم 5 آلاف طفل، نقصاً حاداً في الأدوية والتجهيزات الطبية، الأمر الذي دفع المراكز والمستشفيات الحكومية المتخصصة بعلاج الأورام إلى طلب الإعانة من المحسنين والمنظمات والجمعيات الخيرية، للاستمرار في تقديم الرعاية الصحية للمرضى، وبعدما أعلن جهاز الإمداد الطبي الليبي في يناير الماضي، بدء توزيع الأدوية على المراكز والمستشفيات المتخصصة في علاج الأورام في مختلف المناطق والمدن، تراجع عمله بدءاً من مارس.
وفي ليبيا حوالي ستة مراكز حكومية لعلاج الأورام، منها مركزان يواجهان خطر الإقفال الكلي بسبب النقص الحاد في الكوادر الطبية والأدوية، وفقاً لشهادة الطبيب المتخصص في علاج سرطان العظام إبراهيم عثمان. يقول في حديثه لـ “العربي الجديد”: “حتى المقار والمباني لم تعد تستوعب الأعداد المتزايدة من مرضى الأورام، والطبيب مجبر على أن يرى مريضه الذي أرهقه المرض يقف وينتظر دوراً قد لا يحصل عليه إلا بعد أيام”. يتابع: “بعض فترات العلاج تتطلب تصويراً شعاعياً. وبسبب نقص أجهزة التصوير وتزايد الطلب عليها، ينتظر المريض مدة أسبوعين، الأمر الذي يؤثر على استمرار المتابعة الطبية، وخصوصاً إذا كانت الحالة حرجة وتستلزم متابعة متوالية وسريعة”.
وبحسب آخر إحصائيات المعهد القومي للأورام، فإن عدد المترددين على العيادات الخارجية في المعهد خلال النصف الأول من العام الجاري، بلغ 30,205 حالات، وعدد المترددين على مختبر التحليل بلغ 63,051 حالة. أما من سجّلوا دخولهم للإيواء فهم 2422 حالة. وتلقى 5011 شخصاً جلسات علاج كيميائي، فيما بلغت الوفيات 116 حالة. ويؤكد نائب المدير العام لمستشفى الأطفال في بنغازي صلاح العمروني أن علاج 61 طفلاً يعتمد على التبرعات الخيرية لتوفير الأدوية اللازمة.
مناقشة حول هذا post