في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية جراء حالة التضخم التي تعم البلاد خلال الأشهر الماضية وتوجه الكثير من التجار إلى إغلاق أنشطتهم التجارية وبالأخص صغار التجار منهم وأصحاب المشاريع الصغيرة الذين لم يجدوا عطفا من حكومة “الدبيبة” ولا محافظ المركزي “الصديق الكبير” المقرب منه، جاء قرار مجلس إدارة مصرف ليبيا المركزي بتعديل سعر الصرف الدولار إلى 4.26 دينار وتعديل سعر الصرف الخاص باليورو 4.15 دينار، والبدء في تفعيل القرار رسميا في السادس عشر من شهر أكتوبر الحالي
الكبير لم يحضر
من جهته قال عضو مجلس إدارة مصرف ليبيا المركزي “مراجع غيث” لموقع “أبعاد” إن قرار تعديل سعر الصرف الذي صدر تحت رقم (8) لسنة 2022 قد اتخذ في اجتماع لمجلس الإدارة بنصاب قانوني دون حضور المحافظ “الصديق الكبير” الذي لم يحضر الاجتماعات وهذا أمر يخصه، مضيفا أن تطبيقه من عدمه يسأل عنه الصديق الكبير
مركزي طرابلس يرفض التعديل
في الوقت الذي انتظر فيه المواطنون أي أخبار ترفع عنهم معاناة التضخم وعن التجار شبح خسارة أموال بضائعهم وإغلاق أنشطتهم التجارية، وفي الوقت الذي لم تمض فيه ساعات على قرار مجلس الإدارة في مصرف ليبيا المركزي بتعديل سعر الصرف، أعلن مكتب إعلام المصرف المركزي في طرابلس عبر صفحته بفيسبوك نفيه تعديل سعر الصرف الصادر حيث أكد على الاستمرار بالسعر السابق، وكان المركزي في تصريحات صحفية سابقة أكد على عدم وجود نية في الوقت الحالي لتغيير سعر صرف الدينار أمام العملات الأجنبية حتى تتعافى الإيرادات النفطية التي تعد المصدر الرئيس للعملة الصعبة في البلاد
خلاف متجدد
شهدت علاقة محافظ المركزي “الصديق الكبير” مع أعضاء مجلس إدارته مؤخرا فصولا من الخلافات التي وصلت حدا كبيرا بعد أن أصدر المصرف المركزي في البيضاء برئاسة نائب المحافظ “علي الحبري” تقريره الاستثنائي في مايو الماضي والذي شمل الفترة من 2015 وحتى 2020 وتناول النظم المالية وآلياتها في البلاد، إلا أن المصرف المركزي في طرابلس رفض التقرير وأعلن عدم مشاركته في وضعه، فيما قال الحبري حينها أن نفي المركزي بطرابلس ما هو إلا “استعراض وهمي وإصرار على مركزية القرار “
الخلاف المتجدد بين قطبي المركزي في طرابلس وبنغازي استلزم تدخلا من مجلس النواب الليبي الذي شدد خلال اجتماعه مع نائب وأعضاء بمصرف ليبيا المركزي ومؤسسات سيادية مختلفة في سرت على وجوب اتخاذ قرارات المركزي بقرارات جماعية من مجلس الإدارة وليس بقرارات فردية، في إشارة إلى محافظ المركزي “الصديق الكبير”
مصير الجهود الأمريكية في توحيد المركزي
على مدار الأشهر الماضية حاولت السفارة الأمريكية في ليبيا رعاية الجهود الخاصة بتوحيد مصرف ليبيا المركزي عبر عقد عديد اللقاءات بين محافظ المركزي ونائبه التي من المفترض أنها وصلت إلى مرحلة متقدمة في تنفيذ مشروع إعادة توحيد مصرف ليبيا المركزي وتكليف شركة أجنبية “ديلويت البريطانية” للخدمات المهنية المالية لمراجعة تقارير المصرفين وآلية عملهما ومصاريفهما خلال سنوات الانقسام
الخلافات المتكررة بين “الكبير” و “الحبري” التي دارت معظم فوصولها على الملأ، تضع جهود توحيد المركزي على المحك وتنبئ بعودة الانقسام الكامل بين المركزي وفرعه التي كلفت البلاد المليارات التي صرفت دون آلية موحدة كما وضعت العديد من الاتهامات حول ماهية الأوجه التي صرفت عليها هذه الأموال، وفي ظل تعنت محافظ المركزي “الصديق الكبير” في استكمال عملية الإصلاح الاقتصادي وتعديل سعر الصرف ما هو مصير الوضع الاقتصادي في البلاد؟