لا يزال الحراك الأمريكي في ليبيا مؤخرا محط اهتمام وتساؤل محلي ودولي عن أبرز أجنداته، ودواعيه، لاسيما الزيارة النادرة التي أجراها مدير وكالة الاستخبارات المركزية CIA وليام بيرنز إلى قطبي البلاد غربا وشرقا؛ طرابلس وبنغازي.
ولن يكون الاهتمام بزيارة قائد المخابرات الأمريكية مستغربا حين نعلم أنه أجرى أكثر من 16 زيارة خارجية خلال عام 2021 فحسب، أي في غضون أشهر من تعيينه رئيسا للجهاز السري الأهم في العالم.
الجولات المكوكية لصاحب الـ 66 عاما في مختلف مدن وقارات العالم، دفعت مواقع عالمية لوصفه بأنه “مبعوث بايدن للمهمات المستحيلة” فما المهمة التي جاء من أجلها إلى ليبيا؟
أبوعجيلة مسعود والوجود الروسي
يرى مدير معهد الولايات المتحدة للسلام إيلي أبوعون، في حديث لـ أبعاد، أن زيارة ويليام بيرنز إلى ليبيا تأتي لأسباب، بينها معالجة قضية تسليم أبوعجيلة المريمي، والوجود الروسي في ليبيا الذي يعتبر مصدر قلق للولايات المتحدة.
وأوضح أبوعون أن هناك عوامل أعاقت تنظيم الانتخابات في ليبيا، منها قرار الدبيبة بالترشح للانتخابات، وهو ما أدى إلى تعقيد المشهد، إضافة إلى ظهور سيف الإسلام القذافي كمرشح بدعم ظاهري من روسيا.
تشخيص للحالة الليبية
وحول تحقيقات الفساد بحكومة الدبيبة، أفاد مدير المعهد الأمريكي أنه وفي حالات مماثلة يتعين على المرء أن ينظر في مسألة الاختصاص القضائي المحددة، والقدرة على إجراء عملية عادلة، والتأكد من أن جميع المتورطين في الممارسات الخاطئة التي تريد أي دولة التحقيق فيها يمكن أن يخضعوا للمساءلة القانونية.
وأضاف: ” سيستمر استخدام الموارد الطبيعية الليبية من قبل مختلف القوى الوطنية والإقليمية والدولية كوسيلة ضغط في الصراع المستمر”.
وذكر إيلي أبوعون أن البلد يمر بالكثير من المصاعب والنزاعات، كما أن هناك عوامل أخرى تشمل الاستياء التاريخي في كل من الشرق والجنوب والفراغ السياسي والتنافس الشرس من القوى الإقليمية والدولية، وفق قوله.
مناقشة حول هذا post