كان لليبيا والأزمة الليبية موضع في حديث معظم القادة العرب خلال اجتماع القمة العربية الحادي والثلاثين الذي استضافته الجزائر، فما الذي قاله الرؤساء والمسؤولون العرب عن الملف الليبي؟
البيان الختامي: الانتخابات الطريق نحو الاستقرار
البيان الختامي للقمة أعرب عن التضامن الكامل مع الشعب الليبي ودعم الجهود الهادفة لإنهاء الأزمة الليبية من خلال حل ليبي ليبي يحفظ وحدة وسيادة ليبيا ويصون أمنها وأمن جوارها، ويحقق طموحات شعبها في الوصول إلى تنظيم الانتخابات في أسرع وقت ممكن لتحقيق الاستقرار السياسي الدائم.
المنفي: لا بد من تحييد المال العام عن الصراع السياسي
في كلمته بالقمة العربية، أكد رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي ضرورة تحييد المال العام عن الصراع السياسي، ووصوله إلى مستحقيه عبر آلية شفافة تشارك فيها كل الأطراف الليبية وتضبط من خلالها مالية الدولة في المراحل الانتقالية، بما يعزز الثقة ويحفظ المال العام ويهيئ الأرضية الاقتصادية المناسبة للانتخابات المنشودة.
وشدد المنفي على ضرورة أن يوظف أي حوار لاستكمال تنفيذ خارطة طريق ملتقى الحوار لتعزيز الشرعية عبر انتخابات برلمانية ورئاسية على أساس دستوري واضح، داعيا جامعة الدول العربية إلى مساندة المجلس الرئاسي في تقريب وجهات النظر وبناء جسور الثقة بين الليبيين.
الملف الليبي.. أولوية للقاهرة
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي دعا الدول العربية إلى دعم مساعيهم الحالية في ليبيا للتوصل في أسرع وقت إلى تسوية سياسية بقيادة وملكية ليبية خالصة دون إملاءات خارجية، وصولاً إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالتزامن.
وخلال كلمته في القمة العربية، طالب السيسي باحترام مؤسسات الدولة وصلاحياتها بمقتضى الاتفاقات المبرمة، وتنفيذ خروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة والمقاتلين الأجانب في مدى زمني محدد، حسب تعبيره.
كما أكد أهمية إعادة توحيد مؤسسات الدولة الليبية وحل “الميليشيات”، بما يحول دون تجدد المواجهات العسكرية ويعيد للبلاد وحدتها وسيادتها واستقرارها، وفق قوله.
دعوات للحوار ودعم إجراء الانتخابات
رئيس الجامعة العربية أحمد أبو الغيط علق على الأوضاع والتطورات في ليبيا بأن الأمور تحتاج إلى المزيد من المرونة من قبل كل الأطراف من أجل تخطي العقبات التي تحول دون إجراء الانتخابات.
في حين أكد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي أن الوضع في ليبيا يتطلب وقفة قوية وشجاعة لمساعدة شعبها للتغلب على أزماته بإرادته، على حد تعبيره.
الرئيس التونسي قيس سعيد دعا أيضا الأشقاء الليبيين إلى لم الشمل وتحقيق المصالحة الشاملة؛ للوصول إلى حل حقيقي للأزمة.
وترى الخارجية السعودية أن حل الخلاف بين الأطراف الليبية ينبع من الداخل الليبي بعيدا عن التدخلات الخارجية.
ردود فعل
الحكومة الليبية رحبت بما جاء في البيان الختامي للقمة العربية، مؤكدة تقديرها لجهود جامعة الدول العربية الساعية إلى تحقيق السلام والاستقرار في ليبيا، وما تقوم به من دور إيجابي في دعم مطالب الشعب الليبي في الاستقرار وإنهاء حالة الانقسام.
فيما قال عبد الحميد الدبيبة إنه يرحب بالقرار والتأكيد على أولوية الانتخابات لتحقيق الاستقرار السياسي الدائم في ليبيا، مضيفا أن موقف الأشقاء العرب أصبح أكثر تقاربا، و”صوت الليبيين أكثر وصولا، لا للتمديد نعم للانتخابات” وفق قوله.
فهل سيكون لهذه القمة ما بعدها؟ وهل سترى مطالبات البيان الختامي وأعضاء القمة النور على الواقع الليبي الذي ما يزال معقدا؟ أم أنها لا تعدو كونها بيانات دبلوماسية لن تجد طريقا إلى التطبيق؟
مناقشة حول هذا post