يأمل الليبيون أن تعيد الانتخابات البلدية في مرحلتها الأولى الزخم للاستحقاق الأهم، المتمثل في الانتخابات الرئاسية والتشريعية في البلاد.
وفي 27 أكتوبر الماضي، أصدرت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات القائمة النهائية للمرشحين وأذنت بانطلاق الحملة الدعائية حتى الصمت الانتخابي قبل 24 ساعة من يوم الاقتراع في 16 من نوفمبر.
ووصل عدد الناخبين إلى 188 ألفا، فيما يقدر عدد الموظفين بالمراكز الاقتراعية بـ5100 موزعين على 372 مركز اقتراع في نحو 60 بلدية.
ويبلغ إجمالي المنظمات المسجلة للمراقبة 81، في حين يبلغ المراقبون الأفراد 973، بالإضافة إلى سبع وسائل إعلامية و16 ممثلا عنهم.
وتستعد 58 بلدية، في أول مجموعة من أصل 143، لخوض الانتخابات غدا، على أن تلتحق بها المجموعة الثانية من 59 بلدية مطلع العام القادم.
ودعت بعثة الاتحاد الأوروبي والبعثات الدبلوماسية للدول الأعضاء بالاتحاد لدى ليبيا إلى دعم جهود المفوضية العليا للانتخابات في انتخابات الـ 58 بلدية ودعم العملية الديمقراطية.
من جهته، دعا رئيس الحكومة في طرابلس عبدالحميد الدبيبة كل الليبيين للمشاركة في الانتخابات البلدية، المقررة في 58 بلدية يوم غد السبت، معتبرا يوم الاستحقاق يوماً تاريخياً، يؤكد قدرة الليبيين على تحديد مصيرهم.
وحث الدبيبة في كلمة له الجمعة، الليبيين على المشاركة في هذه الانتخابات واختيار الأفضل باعتبار الاستحقاق حدثا يهمّ كل الليبيين لتقديم أفضل الخدمات، مشيرا إلى أن الأجهزة الأمنية في كل البلديات تعمل لضمان حسن سير الانتخابات بكل احترافية.
كما ذكّر الدبيبة كافة الناخبين بأحقيتهم في التصويت، مشددا على عدم التخلي عليه، وذلك عبر التصويت للأفضل لتوفير الخدمات للمواطن الكريم من خلال الانتخابات البلدية.
وخلال اجتماع مع رئيس مجلس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، عماد السايح، أشادت الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، صوفي كيمخدزة، وسفراء الاتحاد الأوروبي الممثلون للدول المانحة عبر صندوق الأمم المتحدة الإنمائي، بالجهود التي تبذلها المفوضية لإنجاح مراحل تنفيذ العملية الانتخابية الخاصة بانتخابات المجالس البلدية (المجموعة الأولى) 2024، والوصول بالناخبين إلى صناديق الاقتراع 16 نوفمبر.
ودعت المفوضية إلى التخلي عن حالة الاستسلام للانقسام، التي لا تسأل عنها، مشيرة إلى ما وصفتها بأجندات غايتها التشكيك في هذه الهيئة السيادية المستقلة “محور المرحلة الانتقالية”، وضرب ثقة الناخب فيها.
والأربعاء الماضي، التقى رئيس مجلس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات ” عماد السايح ” بالأجهزة الأمنية بالمنطقة الغربية.
وتناول اللقاء مناقشة جملة من المواضيع المتعلقة بمستويات التنسيق الأمني بين المفوضية والأجهزة الأمنية المختلفة لتذليل الصعوبات التي قد تواجه عملية الاقتراع لانتخابات المجالس البلدية المجموعة الأولى 2024 المقررة في 16 نوفمبر الجاري.
وكانت سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في ليبيا رحبت بإعلان مفوضية الانتخابات عن الجولة الأولى من الانتخابات البلدية.
وقالت سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في ليبيا إن هذه الانتخابات ستكون فرصة مهمة لليبيين في 58 بلدية لاختيار قادتهم على المستوى المحلي، لافتة إلى مواصلة تقديم الدعم الفني للمفوضية وغيرها من المؤسسات التكنوقراطية الليبية الحيوية.
ورحبت البعثة الأممية بالإعلان عن موعد انتخابات المجالس البلدية.
وأفادت البعثة الأممية بأن هذه الانتخابات خطوة مهمة نحو تعزيز الحكم المحلي والممارسة الديمقراطية في ليبيا.
وحثت البعثة الأممية جميع السلطات والقادة السياسيين والجهات الأمنية الفاعلة على توفير بيئة آمنة وشفافة وشاملة لإجراء الانتخابات.
وقالت البعثة الأممية إنه من المهم ضمان حق المواطنين المسجلين، وخاصة النساء، في التصويت بحرية لاختيار ممثليهم على المستوى المحلي، وتمكين المراقبين المحليين من الإشراف على سير العملية الانتخابية بحياد.
ودعت البعثة الأممية المترشحين وممثلي وسائل الإعلام ومستخدمي وسائل التواصل إلى الامتناع عن التحريض وخطاب الكراهية، والتعامل مع انتخابات المجالس البلدية كفرصة للإسهام بشكل إيجابي في بناء الحكم الديمقراطي في ليبيا.
وكانت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، قالت إن بعض المجالس البلدية المستهدفة بالعملية الانتخابية افتقدت مبدأ العدالة وتساوي الفرص.
وأفادت مفوضية الانتخابات بملاحظة تحكم مسبق في تشكيل القوائم وتقرير من له حق الترشح بأساليب تخرج عن روح العملية الانتخابية.
وأكدت مفوضية الانتخابات أن الممارسات غير الصحيحة لا تؤسس لمجالس بلدية منتخبة ذات مصداقية، ما يضطرهم لاتخاذ قرارات حاسمة لحماية حقوق المشاركين في العملية.
وحذرت مفوضية الانتخابات من محاولات تقويض العملية الانتخابية في بعض المجالس البلدية المستهدفة بفرض الأمر الواقع، لافتة إلى أن سيطرة مجموعات نافذة في بعض المناطق وتشكيل قوائم انتخابية بأساليب غير نزيهة بالاحتيال والتزوير لن يسمح لها بتقرير مسار العملية الانتخابية.
وأطلقت المفوضية حملات توعوية بأهمية المشاركة في عملية الاقتراع بمكاتب الإدارة الانتخابية استمرت على مدى أسبوع للتعاون مع الشركاء من منظمات المجتمع المدني وأفواج الكشافة والمرشدات واتحادات الطلبة والهلال الأحمر وحركة بيوت الشباب الليبية.
وتضمنت الحملات توزيع مطويات توعوية وتحفيزية على المواطنين داخل البلديات المستهدفة بالانتخاب في المجموعة الأولى، كما تم بث ومضات صوتية توعوية بأهمية المشاركة بعملية الاقتراع عبر الإذاعات المسموعة.
وتختتم الجمعة 15 نوفمبر حملات الدعاية الانتخابية للمرشحين والمرشحات تزامنا مع يوم الصمت الانتخابي، والذي يقضي بوقف جميع الأنشطة المتعلقة بالدعاية الانتخابية قبل 24 ساعة من يوم الاقتراع.
مناقشة حول هذا post