يتواصل الانسداد السياسي في ليبيا، ولا آفاقا واضحة ترسم خارطة الحل نحو استقرار دائم، بعد سنوات من الانقسامات الحادة التي عصفت بليبيا وأثرت في مختلف جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ما عمق من الأزمات.
وبالرغم من المحاولات المتكررة لحل الأزمة عبر مبادرات محلية، إقليمية ودولية، فالطريق نحو الاستقرار يبدو ضبابياً وعصيا، ما يستدعي إرادة سياسية جادة وتوافقاً فعلياً بين الأطراف كافة لإنهاء حالة الانغلاق السياسي والانفلات الأمني والتدهور الاقتصادي وإعادة بناء المؤسسات، وعلى رأسها إجراء الانتخابات وتوحيد الجيش.
مؤخرا، قرر مجلس الأمن تمديد مهمة البعثة حتى يناير 2025 ثم تمدد تلقائيا حتى أكتوبر 2025
وأفاد مجلس الأمن بأنه يجب البناء على القوانين الانتخابية التي نتجت عن لجنة 6+6 وخارطة الطريق والاتفاق السياسي، مؤكدا أنه على الأمين العام للأمم المتحدة تعيين ممثل خاص في أقرب وقت ممكن.
وقال مجلس الأمن إنه على جميع الأطراف الليبية معرفة أنه لا حل عسكريا في ليبيا والامتناع عن القيام بأي أعمال تقوض العملية السياسية
وأشار مجلس الأمن على أنه يجب وضع كل المشاركين في أعمال تهدد الاستقرار أو الانتقال السياسي أو عرقلة الانتخابات ضمن قوائم العقوبات.
ودعا مجلس الأمن الدولي أصحاب المصلحة إلى تنشيط جهودهم لتسوية المسائل الخلافية المتعلقة بالانتخابات عبر حوار تيسره الأمم المتحدة وتهيئة الظروف للانتخابات وتشكيل حكومة موحدة وإنهاء الفترة الانتقالية.
ورحب ممثل الولايات المتحدة لدى مجلس الأمن بقرار تمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة في ليبيا رغم خيبة الأمل في عدم التمديد لعام كامل بسبب تعنت روسيا خلال المفاوضات.
ووفق مراقبين، فإن الأزمة الليبية تتشكل حاليا من ثلاثة محاور أساسية؛ السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، وأن الانقسام لا يقتصر على الساحة الداخلية، بل يشمل الساحة الدولية، حيث لم تتوصل القوى الخارجية، وبخاصة روسيا والصين، إلى توافق حول تعيين مبعوث أممي جديد.
في السياق، أشار محللون إلى احتمال أن تقود المبعوثة الأممية إلى ليبيا بالإنابة، ستيفاني خوري حوارا سياسيا يفضي إلى تشكيل حكومة جديدة يكون هدفها الأساسي الوصول إلى الانتخابات، مع نية المجلس الرئاسي إجراء استفتاء بقيادة مفوضية الاستفتاء والاستعلام.
ويبقى الجمود السياسي الراهن يعكس تعقيدات المشهد الليبي، خاصة مع تمديد مهمة البعثة الأممية لثلاثة أشهر فقط، وهو ما يعكس حالة الصراع داخل مجلس الأمن، لتبقى ليبيا تكتب فصولا أخرى في رواية الأزمة.
مناقشة حول هذا post