في خضم الأزمات السياسية والعسكرية التي تعانيها البلاد منذ أكثر من 10 سنوات، يغيب عن الكثيرين أن ليبيا واحدة من أفقر دول العالم مائيا، وأنها مقبلة على أزمة مياه حادة، وهو ما يعني أن الليبيين باتوا معرضين لخطر العطش بشكل حقيقي تؤيده الدراسات والتقارير.
شبح العطش لم يعد بعيدا
معهد الموارد العالمية قال إن ليبيا تأتي ضمن الدول العشر الأكثر عرضة لأزمات المياه الحادة مستقبلا، محذرا من النقص الحاد في المياه الذي تواجهه بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وفي طليعتها عروس المتوسط.
هذا الأمر دفع منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” إلى إعلان “جرس إنذار” بأن أكثر من 4 ملايين شخص في ليبيا، بينهم 1.5 مليون طفل مهددون بنقص المياه، مبين أن ذلك يعود للهجمات المتكررة التي دمرت 190 بئرا بمنظومة النهر الصناعي.
الأسباب
تقارير عدة كشفت عن شيء من الأسباب التي أدت بالبلاد إلى هذه المرحلة الحرجة، مبينة أن على رأسها تلوث المياه بسبب تسرب مياه البحر التي أضرت بقرابة 60% من آبار المياه العذبة.
التقارير تشير أيضا إلى أن أكثر من 90% من المياه الليبية تذهب إلى أغراض زراعية، وهي كميات هائلة لا يظل معها سوى قدر ضئيل لبقية الاستعمالات.
كما أن تعرض شبكة الكهرباء وأنظمة التحكم في المياه لأضرار، إلى جانب إجبار مسلحين لعمال المياه على قطع الإمدادات لأسباب سياسية تُعد واحدة من أبرز الأسباب.
3.4 مليون شخص يموتون سنويا بسبب الأزمة
أثبت تقرير لمنظمة WHO Lives أن 3.4 مليون شخص يموتون سنويا نتيجة شح المياه وتلوثها، فيما يقضي ملايين النساء والأطفال يوميا قرابة 6 ساعات لجمع المياه، وهو ما يؤكد مدى سوء الأوضاع على مستوى العالم، والحاجة الماسة إلى وضع حلول علمية لأزمة المياه قبيل أن تدخل البلاد في سيناريو لا تريد أن تعيشه أبدا.
مناقشة حول هذا post