يبدو أن المحادثات المستمرة التي يجريها رئيس مجلس الدولة خالد المشري لمعالجة أزمة السلطة التنفيذية مع رئيس مجلس النواب عقيلة صالح وإيجاد حكومة موحدة لكامل التراب الليبي إضافة لتغيير شاغلي المناصب السيادية تزعج عبد الحميد الدبيبة والأطراف الموالية له.
غير أن ما أثار دهشة الشارع الليبي، تطور المشهد، وسلوك الدبيبة منحى القوة في إبداء انزعاجه من تحركات المشري، فقد أرسل صبيحة هذا اليوم قوة مسلحة إلى مقر انعقاد مجلس الدولة بفندق المهاري وسط العاصمة؛ لمنع الاجتماع المقرر.
المجلس الأعلى للدولة أعلن ذلك رسميا، قائلا في تدوينة على حسابه الرسمي بفيسبوك: “مليشيا مسلحة تابعة لعبد الحميد الدبيبة تمنع أعضاء المجلس الأعلى للدولة من الدخول إلى قاعة الاجتماعات التي ستُعقد فيها جلسة المجلس اليوم، وتنشر آليات مسلحة أمام مقر المجلس”.
تفاصيل الواقعة
مصدر من مجلس الدولة كشف لـ أبعاد تفاصيل الواقعة، مبينا أن الجلسة الرسمية الـ (82) للمجلس ألغيت بسبب قيام قوة عسكرية تابعة للدبيبة بمنع الأعضاء من دخول قاعة الاجتماع.
المصدر ذكر أنه وعلى إثر الواقعة، تدخلت قوة تابعة لجهاز الردع لمكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب لفرض الأمن وحماية وتأمين مكان انعقاد المجلس، لافتا إلى تصريح رسمي سيصدر عن مكتب الرئاسة بالمجلس للتوضيح.
وهو ما أكده المتحدث باسم جهاز الردع أحمد سالم لـ أبعاد، إذ نفى مشاركة قوة الجهاز في أعمال محاصرة مقر المجلس ومنع أعضائه من الدخول.
المصدر أشار أيضا إلى أن جلسة مجلس الدولة كانت مخصصة لمباحثة تقرير لجنة اختيار المناصب السيادية، والحديث عن توحيد السلطة التنفيذية.
عضو مجلس الدولة سعد بن شرادة قال، في تصريح تلفزيوني، إن القوة التي منعت انعقاد الجلسة أبلغت الأعضاء أن السبب هو أوامر من عبد الحميد الدبيبة باعتباره وزيرا للدفاع في حكومته.
ما السبب؟
ارتبط اسم المشري مؤخرا بتوحيد السلطة التنفيذية والمناصب السيادية بعد اتفاقه على ذلك خلال اجتماعه برئيس مجلس النواب عقيلة صالح في المغرب، والذي أعلنا فيه أنهما سيوحدان الحكومة والمناصب السبعة خلال المدة القادمة، وهو ما أعلن الدبيبة رفضه له، ليتوالى السجال بينه وبين المشري طيلة الأيام الماضية.
فهل هذا هو السبب الذي يكمن خلال التدخل الخشن من قبل الدبيبة ضد المشري؟ وهل بات تشكيل حكومة جديدة موحدة يقترب من الواقع شيئا فشيئا؟ وهل سيسلم الدبيبة للتوافق بين المجلسين أم أنه سيستعمل القوة مجددا للوقوف أمام أي تغيير يمسّ سلطته؟
تهديد أمريكي للمعرقلين
المبعوث الخاص للولايات المتحدة ريتشارد نورلاند من داخل طرابلس لوح بتحذير أمريكي للمعرقلين، قائلا، إن واشنطن قد تعيد تقييم علاقاتها مع الجهات الفاعلة والمؤسسات التي تؤخر وتعرقل التقدم نحو الحلول السياسية.
في الوقت ذاته يرى مبعوث الأمم المتحدة لدى ليبيا عبد الله باتيلي أن الجهود المشتركة لرئيسي مجلس النواب والدولة يمكن أن تؤدي إلى الاستقرار وإنهاء أزمة شرعية المؤسسات الوطنية التي طال أمدها.
فهل تساعد الظروف والمعطيات المتاحة رئيسي المجلسين في الذهاب إلى الأمام نحو تشكيل حكومة موحدة قادرة على إجراء الانتخابات، وتوحيد المناصب السيادية، أم أن سيناريو آخر قد يكون سيد المشهد؟
مناقشة حول هذا post