تزايد الاهتمام الأمريكي بالملف الليبي منذ أواخر العام المنصرم، حين أجرى مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية وليام بيرنز زيارة مفاجئة للعاصمة طرابلس ومدينة بنغازي، وصفها متابعون بالزيارة ذات الثقل الكبير.
ولم تكتف واشنطن بإرسال كبير رجال الاستخبارات لديها، حيث تلته زيارة لمساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، والتي أجرت زيارة إلى الغرب والشرق على غرار بيرنز.
إنهاء زعزعة الاستقرار يبدأ من ليبيا
وتحدث رئيس المجلس الوطني للعلاقات الأمريكية الليبية فولفغانغ بوستاي لـ الجزيرة نت عن سر الاهتمام الأمريكي المتزايد الذي دفع واشنطن للتدخل في الملف الليبي، بأن الأمريكيين إنهاء زعزعة الاستقرار المستمرة في المنطقة بأكملها بسبب الوضع الفوضوي في هذا البلد، إلى جانب إخراج فاغنر من ليبيا، خاصة في ضوء الصراع مع أوكرانيا.
من جانبه، أشار المساعد السابق لوزير الخارجية الأمريكي السفير ديفيد ماك إلى أنه من شأن الاستقرار في ليبيا أن يجعل من الممكن إحداث زيادة كبيرة في صادرات النفط والغاز الليبية، وهذا بدوره سيعزز شركاء واشنطن في الاتحاد الأوروبي ويوفر المزيد من الاستقرار الإقليمي في مواجهة الجهود المزعزعة للاستقرار التي تبذلها روسيا.
ويرى السفير الأمريكي السابق لدى ليبيا جوناثان وينر أنه من مصلحة الولايات المتحدة تعزيز الاستقرار في البلاد؛ إذ إن ليبيا المستقرة والآمنة والمزدهرة والمنتجة لفرص العمل لن تفيد الليبيين فحسب، بل من المحتمل أن تفيد جيرانها في 4 مناطق حيوية متقاطعة: المغرب العربي، والساحل، ومنطقة البحر الأبيض المتوسط بأكملها، ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بأكملها، وفقا لتصريحه لـ الجزيرة.
علاقات ليبيا بروسيا والصين
المحلل الأمني فولفغانغ بوستاي يرى أن الاستراتيجية الأميركية لا تتمحور حول روسيا ولا الصين، بل نهجها هو العكس، فمن خلال تحقيق الاستقرار في ليبيا، خاصة تحسين وضع السكان بشكل كبير، سيتم تأمين ليبيا ضد التأثير الساحق لروسيا والصين”.
ويقول الدبلوماسي الأمريكي ديفيد ماك، إن الولايات المتحدة تريد مساعدة الليبيين على معالجة مشاكلهم السياسية والاقتصادية بطرق تقلل بشكل كبير فرص “الأذى” الروسي أو نمو “المنظمات الإرهابية”.
في حين يشير السفير السابق واينر إلى أن الحكومة الليبية هي من تحدد العلاقات التي تريدها مع روسيا والصين، كما هو الحال مع الولايات المتحدة، محذرا في ذات الوقت من استمرار إيواء فاغنر في ليبيا بعد الأعداد الكبيرة التي قتلتها من الليبيين، على حد تعبيره.
مناقشة حول هذا post