أثارت مواقف القاهرة الأخيرة بشأن اختيار مجلس النواب فتحي باشاغا رئيسا للحكومة الجديدة تساؤلات حول الدور المصري بعد إعراب مصر عن ثقتها في الحكومة الجديدة المكلفة من البرلمان.
وكان موقف مصر حاسما بتأييد قرارات مجلس النواب وفي مقدمة الدول المرحبة بإعلان باشاغا رئيسا للحكومة الجديدة مع تأكيدها في الوقت ذاته على التواصل مع كافة الأطراف وأن مسار تسوية الأزمة يظل بيد الشعب الليبي وحده دون تدخلات أو إملاءات خارجية.
وعلى الرغم من أن الدبيبة منح مصر اتفاقيات ضخمة بمليارات الدولارات منها توقيع أكثر من 14 اتفاقية ومذكرة تفاهم اقتصادية في العاصمة المصرية منتصف سبتمبر الماضي إلا أن القاهرة تخلت بسرعة عن رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، مما يشير إلى أن العلاقة بينهما ساءت في الأشهر الأخيرة.
ولم تنجح آخر محاولات الدبيبة في استمالة القاهرة إلى صفه من أجل البقاء في السلطة والتوسط بينه وبين حفتر باجتماع الدبيبة مع المسؤولين المصريين في مطار القاهرة في آخر زيارة غير معلنة إلى مصر، أكدها الدبيبة في لقاء تلفزيوني.
مصالح القاهرة
وقد زار رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل طرابلس وبنغازي منتصف يونيو الماضي تهدف إلى إزالة التوتر بين حفتر والدبيبة الذي كان ينوي زيارة المنطقة الشرقية قبل أن يتم منعه، بينما زار الدبيبة مصر أكثر من مرة لعقد اجتماعات مع كبار المسؤولين المصريين لتنسيق المواقف بين البلدين.
ويرى محللون أن مصر أيدت خطوة البرلمان بعد أن التقت باشاغا أكثر من مرة في القاهرة وتحصلت على تطمينات إيجابية من بعض القوى الفاعلة الدولية، خاصة أن باشاغا تمكن خلال الفترة الماضية من تطوير علاقاته مع العديد من الدوائر الإقليمية والدولية وهو ما جعله رقما مهما في ملفي الحرب والسلام.
أسباب مصر
وكشف موقع المونيتور الأمريكي أن من أسباب دعم مصر للحكومة الجديدة أن باشاغا أكثر قدرة على توحيد المؤسسات الليبية في ظل حكمه ولديه خلفية عسكرية ومن المرجح أن تحظى خلفيته بدعم المسؤولين العسكريين السابقين في البلاد.
وأضاف الموقع نقلا عن العميد المتقاعد ورئيس المؤسسة العربية للتنمية والدراسات الاستراتيجية سمير راغب “تعيين باشاغا سيساعد على توحيد الغرب والشرق في ليبيا وتوحيد المؤسسة الأمنية وباعتباره كان وزيرا للداخلية وعلى دراية تامة بالأوضاع الأمنية في ليبيا”.
ونقل الموقع عن الباحث المتخصص في الشؤون الليبية جليل حرشاوي أنه على الرغم من أن الدبيبة جسد شكلا من أشكال السلام في ليبيا إلا أن العديد من القوى الليبية كانت تعتبر حكمه غير مرض.
وقال حرشاوي للموقع “القاهرة لا ترى في الدبيبة عدوا في حد ذاته لكنها ترى أن بإمكانها المساعدة في تنصيب رئيس وزراء أكثر ودية في طرابلس”.