عند الحديث عن علاقة أنقرة بشرق ليبيا دائما ما تتبادر إلى الأذهان حالة العداء وحرب التصريحات التي ترسخت بين الطرفين على مدى عدة سنوات، ووصلت الأمور في أحيان عدة حد التهديد المتبادل والصدام بين أنقرة وسلطات شرق ليبيا سواء على المستوى العسكري أو السياسي.
لكن هذا العداء سرعان ما يتلاشى من خلال زيارات سرية أو علنية يجرها مسؤولون شرق ليبيا إلى تركيا في شكل دعوات رسمية أو زيارات عابرة.
آخر هذه الزيارات ذات البعد الاقتصادي والتي تحمل في طياتها ملامح تقارب إستراتيجي، حيث بحث مدير صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا بالقاسم خليفة حفتر مع وزير الخارجية التركي هاكان في مقر الخارجية التركية سُبل تطوير التعاون الثنائي بين البلدين.
وقبل يوم واحد من الزيارة، قال فيدان في تصريحات تلفزيونية إن “بلاده ترغب في إعادة إحياء دولة ليبيا المستقلة المتحدة التي يتوحد فيها الشرق والغرب”، مؤكدا وجود علاقات مع الغرب والشرق في ليبيا، مشيرا إلى عدة زيارات أجراها رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح إلى تركيا، لافتا إلى وجود تواصل مع خليفة حفتر وعن محادثات مع أبنائه.
وبعد شهرين فقط من تعيينه في منصب مدير “صندوق إعمار ليبيا”، شهر فبراير 2024 أعلن بلقاسم حفتر إبرامه اتفاقية مع شركة تركية “سلاحتار أوغلو”، بهدف تنفيذ أعمال صيانة وتطوير المكتبة المركزية لجامعة بنغازي.
وتبع توقيع العقد عدة اتفاقيات، حسبما ذكرت وكالة “الأناضول” التركية في تقرير لها، مطلع يوليو الحالي، مشيرة إلى “انفتاح” بات يحكم العلاقة بين أنقرة والشرق الليبي، مما يمهد الطريق أمام مرحلة جديدة تختلف جذريا عن السابق.
ووفق مراقبين بدأت تتشكل صورة جديدة أولا بتصريحات استشكافية ولقاءات ونوايا لفتح السفارة التركية في بنغازي وصلت بالتدريج وبعد تعيين بلقاسم مديرا لصندوق “إعمار ليبيا” إلى حد توقيع الاتفاقيات، والتعبير عن مواقف إيجابية، بهدف الدفع بالعلاقة نحو علاقة متينة على كل الأصعدة.
مناقشة حول هذا post