سرت..قلب ليبيا جغرافيا، حيث انعقد لقاء أثار كثيرا من الكلام جمع رئيس الأركان شرق ليبيا خالد حفتر بعدد من قادة الكتائب المسلحة من مدينة مصراتة.
وبحث خالد حفتر مع عدد من قيادات كتائب مصراتة تشكيل قوة عسكرية مشتركة لمكافحة الإرهاب والهجرة، وهو اللقاء الذي أثار موجة من ردود الفعل وسط صمت رسمي من الحكومة في طرابلس ووزارة دفاعها.
ولم تُعلق وزارة الدفاع ولا رئاسة الأركان التابعة للحكومة في طرابلس على الاجتماع، بالمقابل لقي اهتمامًا لافتًا من وسائل إعلام مقربة من قيادة حفتر، خصوصًا فيديوهات تُظهر استقبال خالد لأخيه صدام أمام مقر الاجتماع، على الرغم من أن الأخير لم يظهر في بقية المشاهد.
واعتبر مراقبون أن هذه المشاهد تُعبر عن رسالة من قيادة حفتر تشير إلى أن الاجتماع جرى بعلمها وبتوافق بين نجلي حفتر، في محاولة لإخفاء التنافس المتصاعد بينهما منذ تعيين والدهما صدام نائبًا له في أغسطس الماضي، ثم منح خالد لاحقًا صفة رئيس الأركان العامة.
مصراتة.. شهدت وقفة احتجاجية نظمها عدد من المقاتلين في العمليات العسكرية السابقة، التي كان لأهل مصراتة حضور بارز فيها مثل عملية “بركان الغضب” التي تصدت لهجوم قوات حفتر على طرابلس عامي 2019 و2020، وعملية “البنيان المرصوص” التي طردت تنظيم داعش من سرت عام 2016.
وأكد المحتجون في بيان لهم أن من حضروا اللقاء مع خالد حفتر “لا يمثلون مصراتة ولا كتائبها”، وأن اللقاء “لا يعبر عن حراك المدينة السياسي أو العسكري”، كذلك عبّر المحتجون عن رفضهم لانعقاد الاجتماع في سرت، مشيرين إلى أن أبناء مصراتة “قدموا التضحيات لطرد تنظيم داعش من سرت دفاعًا عن الوطن وليس من أجل أن يستغلها أحد أو يتاجر لتحقيق مكاسب أو لإظهار الولاء الزائف”.
من جهته، نفى جهاز مكافحة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة صحة الشائعات التي تم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول اجتماع مزعوم يضم أفرادا من الجهاز مع عناصر تابعة للقيادة العامة في مدينة سرت أن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة.
وقال جهاز مكافحة الإرهاب، إن ما يتم تداوله من أخبار لا علاقة له بمهامه الرسمية للجهاز وأي تصرفات فردية تصدر عن أشخاص خارج إطار التعليمات لا تمثلهم بأي شكل من الأشكال ولا تعكس نهجه المهني القائم على الالتزام بالقانون ومسؤوليته في مكافحة الإرهاب وصون أمن الوطن والمواطن.
ودعا جهاز مكافحة الإرهاب المواطنين ووسائل الإعلام إلى تحري الدقة وتجنب الانجرار وراء الشائعات المغرضة التي تهدف إلى تقويض الثقة بالمؤسسات الأمنية، مؤكدا التزامهم بمواصلة عملهم المهني في حماية الوطن ومواجهة كل محاولات بث الفتنة أو تشويه صورة الأجهزة الأمنية.
وأكد الخبير في الشأن الأمني والعسكري، ناجي بوسيف، أن الشخصيات التي التقاها خالد في سرت “ثانوية وليست من القيادات العسكرية البارزة”، موضحًا أن وسائل الإعلام التابعة لحفتر لم تُسمِّ الكتائب التي تقودها هذه الشخصيات، ورأى الخبير في الوقت نفسه أن الاجتماع شكل “رسالة رمزية تحمل العديد من الدلالات، خصوصاً في موقعه بمدينة سرت”.




مناقشة حول هذا post