أكد وزير خارجية الحكومة في بنغازي عبدالهادي الحويج أن ليبيا تتمسك باتحاد المغرب العربي بدوله الخمس دون إقصاء وتعارض أية دعوات أحادية.
وسبق أن كشف رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي عن موقفه من التكتل الثلاثي الذي تسعى الجزائر لإقامته في المنطقة المغاربية، وبعد اللقاء التشاوري الأول الذي احتضنته تونس الاثنين الماضي برئاسة قيس سعيد وعبد المجيد تبون ومحمد المنفي والذي تمخض عنه رفض التدخلات الأجنبية في الشأن الليبي ودعم الجهود الرامية في التوصل إلى تنظيم الانتخابات بما يحفظ وحدة ليبيا وأمنها واستقرارها، والتمسك باستقلال القرار الوطني وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، ومحورية دول جوار ليبيا في دعم السلطات في مسار إعادة الاستقرار وجهود إعادة الإعمار، استقبل وزير خارجية المغرب ناصر بوريطة، الثلاثاء الماضي بالرباط، مبعوث رئيس المجلس الرئاسي ، سامي المنفي، حاملا رسالة خطية إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس من رئيس المجلس الرئاسي.
في السياق، قال السفير أبو بكر إبراهيم الطويل، القائم بأعمال السفارة الليبية بالمغرب، في تصريح للصحافة عقب اللقاء، إن الزيارة تأتي لتؤكد تميز العلاقات الأخوية التي تربط بين ليبيا والمغرب.
وأضاف الدبلوماسي الليبي أن هذه الزيارة تندرج كذلك في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز اتحاد المغرب العربي من أجل تحقيق تطلعات شعوب المنطقة لمزيد من الاستقرار والازدهار، مبرزا الدور الفعال الذي يضطلع به المغرب لصالح الاندماج المغاربي.
ويأتي وصول المبعوث الليبي إلى المغرب بعد يوم من انعقاد اللقاء التشاوري بين ثلاثة بلدان مغاربية في تونس.
في هذا الإطار، أعرب الطويل، ،عن شكر بلاده للمغرب على دعمه الثابت والدائم،تحت قيادة الملك محمد السادس،للقضية الليبية،والذي يتجسد من خلال عدة اتفاقات مبرمة،لاسيما اتفاقات: الصخيرات،وبوزنيقة،وطنجة.
وذكر الطويل بأن المملكة المغربية ساهمت بفعالية في تسوية الأزمة الليبية، وقدمت دعمها الكامل لإبرام سلسلة من الاتفاقات، مشيرا إلى أن اتفاق الصخيرات لسنة 2015 يظل حجر الزاوية والمرجع لتسوية المسألة الليبية.
وبالتزامن مع ذلك، أوردت وكالة المغرب العربي للأنباء، نقلا عن مصدر مقرب من المجلس الرئاسي ، رفضه جملة وتفصيلا، كل محاولة تروم إلى خلق إطار بديل يحل محل اتحاد المغرب العربي.
وبحسب ما أوردته وكالة الأنباء الرسمية بالمغرب، فإن المصدر الليبي شدد على “الحاجة الملحة لتعزيز هذه المجموعة الإقليمية التي أرست أسسها بلدان المنطقة الخمسة في مراكش سنة 1989
وأوائل مارس الماضي، أعلن قادة الجزائر وتونس وليبيا “شراكة إستراتيجية”، مع الالتزام بعقد قمم دورية، لمعالجة التحديات الأمنية والاقتصادية بين الدول الثلاث.
واتفق الرئيس الجزائري ونظيره التونسي قيس سعيد، ورئيس المجلس الرئاسي، على هامش القمة السابعة لمنتدى الدول المصدرة للغاز، المنعقدة في الجزائر، على عقد اجتماعات كل ثلاثة أشهر، لمعالجة التحديات الأمنية والاقتصادية الملحة.
وكان رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، قد دعا إلى تفعيل اتحاد المغرب العربي واستئناف عقد اجتماعاته، قائلا إن بلاده ستبذل ما في وسعها في سبيل هذا الهدف، وفق ما ورد في بيان نشره مكتبه الإعلامي قبل أسابيع.
وغاب الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، في بداية مارس الماضي، عن اجتماع بالجزائر، ضم كل من تبون وسعيد والمنفي، وهو ما فسر على أنه نأي من نواكشوط بنفسها عن الاجتماعات الثلاثية.
وتمّ تأسيس اتّحاد المغرب العربي في مراكش سنة 1989 سعياً إلى تعزيز الروابط السياسية والاقتصادية بين المغرب والجزائر وموريتانيا وتونس وليبيا، على شكل الاتحاد الأوروبي.
في سياق ذي صلة، كشف وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف أن الرئيس المجيد تبون فكر في هذه المبادرة منذ مدة طويلة وتطرق إليها مع قادة دول المغرب العربي ووزراء خارجيتها خلال مختلف الزيارات، معتبرا أن شمال إفريقيا والمغرب العربي تكاد تكون المنطقة الوحيدة في العالم التي تفتقر إلى آلية للتشاور المنتظم والدوري بين دول هذا الفضاء.
وعبّر عطاف في هذا الإطار عن أسفه” لكون منطقة المغرب العربي تتضمن ملفات تصنع الحدث في العالم، على غرار الملف الليبي ومنطقة “الساحل الصحراوي”، غير أن هذه الملفات تخوض فيها كل الدول إلا دول المنطقة التي تعتبر معنية بهذه الملفات بالدرجة الأولى وهو “واقع مرير”، على حد قوله.
مناقشة حول هذا post