“حادث وفاة لـ 5 أفراد من عائلة واحدة نتيجة نشوب حريق بالمنزل” هذا ما كان يعتقده سكان مدينة غريان في البداية، لاسيما وأن الشقيقين اللذين نجيا من الحادث أفادا بأن الحريق نتيجة لتماس كهربائي أودى بحياة الأسرة.
“بفعل فاعل”
إلا أنه كان للتحقيقات التي باشرتها الجهات الأمنية رأي آخر، فبعد أن كشف خبير الحرائق والمتفجرات التابع لجهاز المباحث الجنائية عن الموقع كتب تقريرا ذكر فيه أن الحريق لم يكن نتيجة تماس كهربائي!
التقرير أوضح أن الحريق كان نتيجة إيصال مصدر حراري سريع ومباشر، مع استعمال مادة معجلة للاشتعال، يشتبه بأنها مادة بترولية، مبينا أنه “قد يكون الحريق بفعل فاعل”.
اعتراف الفاعل
على إثر تقرير خبير الحرائق، صدر تكليف مباشر من النيابة العامة لقسم البحث الجنائي غريان بالبحث والتحري وجمع المعلومات حول الواقعة ومرتكبيها، لتسفر هذه الجهود عن الوصول إلى المتهم وضبطه، وهو الابن البكر، وأحد الشقيقين الناجين من الحريق.
وبعد التحقيق معه، اعترف الابن البكر بأنه من كان وراء الواقعة الأليمة، حين انتظر خلود عائلته للنوم، ليعمد إلى قتلهم جميعا عبر افتعال الحريق الذي لم ينجُ منه سوى فرد واحد من الأسرة.
كيف؟ ولماذا؟
عند الساعة الثالثة بعد منتصف الليل، أحضر الابن 7 لترات من وقود البنزين، وقام بسكبها في مختلف أنحاء المنزل ليضرم النيران في أرجائه، ما أدى إلى وفاة أبيه وأمه وإخوته وأخواته، فيما نجا أخوه الذي تمكن من الخروج من المنزل في الوقت المناسب.
وعند سؤاله عن أسباب إقدامه على الواقعة، قال إنه ارتكب هذه الجريمة بسبب سوء معاملة أفراد أسرته له، وممارستهم للضغوطات عليه، ليُحال إلى النيابة العامة، ويُسدل بذلك الستار على واحدة من القصص المؤلمة في مجتمعنا.
مناقشة حول هذا post