بعد سنوات من طابع السرية من خلال العلاقة التي تجمع الإدارة الروسية بمرتزقة فاغنر وسط تصريحات غير صريحة من مسؤولين روس بأن فاغنر تتبع وزارة الدفاع، تعتزم موسكو تشكيل قوات عسكرية خاصة تعرف باسم “الفيلق الأفريقي” بديلا لمرتزقة فاغنر، بشكل ومهام مختلفة وربما أكثر تأثيرا على ليبيا وبقية الدول الإفريقية لاسيما بعد مصرع زعيمها يفغيني بريغوجين عقب تهديد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
فيلق روسي ..أكثر تأثيرا من فاغنر
وفي هذا الاتجاه، قالت صحيفة فيدوموستي الروسية إن موسكو بدأت تشكيل الفيلق ليحل محل قوات “فاغنر”، ومن المفترض أن يكتمل هيكله بحلول صيف 2024، ليكون حاضرا في 5 دول إفريقية.
وأضافت أن الفيلق سينشط في ليبيا وبوركينا فاسو ومالي وجمهورية أفريقيا الوسطى والنيجر، وسيتبع مباشرة الإدارة العسكرية، ويشرف عليه نائب وزير الدفاع الروسي الجنرال يونس بك إيفكوروف.
موسكو ..توسيع الوجود في ليبيا
وقبل أيام، قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن وزارة الدفاع الروسية أنشأت فيلقاً جديداً باسم إفريقيا كوربس، لتعزيز وجودها والانتشار بشكل أوسع في ليبيا وأفريقيا.
وأضافت في تقرير مطول، أن هذا الفيلق سوف يضم عناصر من شركة فاغنر ومجندين جدد.
وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن هذه الإصلاحات الروسية في فاغنر، تأتي بعد زيارات متبادلة بين بنغازي وموسكو أسفرت عن اتفاق بين حفتر مع بوتين على توسيع الوجود الروسي في ليبيا وأفريقيا عبر المكون الجديد، فيلق إفريقيا.
وأفادت لوموند بأن موسكو تحاول بإشراف وزارة الدفاع، تجديد منظومتها الإفريقية ونسيان علامة فاغنر.
روسيا.. مساع لقاعدة بحرية
في السياق، قالت وكالة بلومبرغ إن نشاطات “فاغنر” لتعزيز مصالح الكرملين في أفريقيا والشرق الأوسط سمحت لموسكو بتعزيز وجودها العسكري الأجنبي بسرعة، مشيرة إلى أنها تسعى إلى إنشاء قاعدة بحرية على البحر الأحمر في السودان، مما يتيح لها الوصول الدائم إلى قناة السويس والمحيط الهندي وشبه الجزيرة العربية، على الرغم من أن الصراع في السودان قد يؤخر هذه الخطط.
واشنطن .. لا ينبغي لحفتر أن يعتمد بوتين
ونهاية نوفمبر الماضي، قالت الخارجية الأمريكية إنه لا ينبغي لحفتر أن يعتمد على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في إنشاء فيلق عسكري روسي في إفريقيا.
وأضافت على لسان متحدثها، نيد برايس، أن مرتزقة شركة فاغنر شبه العسكرية الروسية يمثلون عنصراً ضاراً في ليبيا، فهم ينهبون البلدان التي يوجدون فيها، ويعرضون الأمن العام للخطر ويتسببون في عدم احترام حقوق الإنسان.
وأوضح المتحدث أن سلطات موسكو تعمل مع ليبيا على إنشاء فيلق عسكري روسي في إفريقيا، وذلك بعد زيارة نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك إيفكوروف إلى ليبيا بدعوة من خليفة حفتر، وسيتعين على الفيلق الإفريقي الروسي وفقاً للخارجية الأمريكية، إجراء عمليات عسكرية واسعة النطاق في القارة لمواجهة النفوذ الغربي، معتبرة أن مجموعة فاغنر زعزعت استقرار ليبيا واستخدمتها كمنصة لتنظيم أنشطتها في المنطقة.
ليبقى الوجود الروسي وتعزيزه لاسيما في مناطق شرق ليبيا قائما بتزكية من حفتر خاصة مع وجود مرتزقة فاغنر وتمددها في أكثر من دولة إفريقية وهو الأمر الذي يثير حفيظة الإدارة الأمريكية التي ترى أن توسع الدب الروسي يقوض مصالح أمريكا في المنطقة خاصة مع توالي الانقلابات في إفريقيا وتحالف قادتها مع الروس.
مناقشة حول هذا post