لليوم الخامس والخمسين من العدوان على غزة، وبقلق بالغ، تتابع الجالية الفلسطينية في ليبيا الأحداث الدامية للحرب في قطاع غزة عبر شاشات التلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي تحديداً، وهو ما يفعله الليبيون، خاصة بعد انقطاع الاتصالات عن غزة.
مع تزايد تأثر الجالية الفلسطينية بالتطورات المأساوية في غزة، تبلغت حنان صبحي التي تقيم في طرابلس خبر استشهاد عمها وزوجة عمها وثلاثة من أبنائهم في القصف الإسرائيلي الذي استهدف منزلهم شمالي غزة.
وأقامت أسرتها مأتماً لهم داخل المنزل في طرابلس بعدما شاركها فلسطينيون وليبيون وعرب صلاة الغائب على شهداء غزة، وأعقب ذلك انضمام أسرة حنان إلى تظاهرات نظمها ناشطون في ميدان الشهداء بطرابلس لمناهضة الكيان الصهيوني ومناصرة القطاع.
بدوره، يقول علي شرّاب، الفلسطيني المقيم في مصراتة لـ”العربي الجديد”: “الوضع مضطرب جداً في غزة، ولا نعرف مصير بعض أقاربنا باستثناء أبناء أخي الذين نجحوا في الاتصال بنا، وأبلغونا أنهم لا يزالون على قيد الحياة بعدما حصلوا على بدائل لشحن الهواتف مثل بطاريات سيارات”.
ويعد الاتصال من الضفة الغربية أو من دولة خارج فلسطين إلى قطاع غزة أسهل من إجراء غزي اتصالا من خلال شبكة اتصال محلية داخل القطاع. وهذا ما حصل مع كثيرين عجزوا عن التواصل مع أقاربهم في قطاع غزة، لكنهم طلبوا من أقاربهم في الضفة الغربية والأردن ومصر الاطمئنان على أعضاء من أسرهم، ربما كانوا يعيشون على بعد كيلومترات قليلة بعيداً.
من جهته، يقول طارق أبو حمادة، الفلسطيني المقيم في البيضاء شرقي ليبيا، والذي أنشأ مجموعة على تطبيق “واتساب” للتواصل مع شبان فلسطينيين آخرين، لـ”العربي الجديد”: “من أهداف إنشاء المجموعة تبادل الأخبار حول مصير الناس في غزة، ومن يصل إليه خبر عن شخص أو أسرة يكتبه في المجموعة. وهكذا قد يظهر على سبيل المثال خبر لقريب لي من خلال شخص آخر فأعرف مصيره”.
رغم أن لا إحصاءات رسمية لعدد الفلسطينيين في ليبيا، يقدّر سلامة حجاجي الذي يقيم في ليبيا منذ سبعينيات القرن الماضي هذا العدد بنحو 100 ألف في أنحاء البلاد. ويصف، في حديثه لـ”العربي الجديد”، ظروف إقامة الفلسطينيين في ليبيا بأنها “الأفضل عربياً، فهم يتمتعون إلى حدّ بعيد بنفس الميزات التي يحظى بها الليبيون من إقامة وسفر وحق التملك والحصول مجاناً على تعليم ورعاية صحية”.
يضيف: “تنقلت للإقامة في أكثر من منطقة ليبية، ولدي أصدقاء في دول عربية أخرى، وأستطيع أن أقول إن ظروف إقامة الفلسطينيين في ليبيا من الأفضل، لكن أخبار أهلهم في غزة تغيب عنهم حالياً، إذ لا وسائل لمعرفة ماذا يجري في أحياء ومناطق في غزة والضفة الغربية الا من خلال التلفزيون”.
وعلى وقع الأحداث الأخيرة في فلسطين المحتلة، أصدر رئيس الحكومة في بنغازي أسامة حماد تعليمات إلى المؤسسات والوزارات بضرورة تفعيل القرار 49 الصادر عام 1990، والذي يقضي بمعاملة الفلسطينيين المقيمين في ليبيا معاملة الليبيين ومنحهم كل حقوق المواطنة.
مناقشة حول هذا post