كشف تقرير سري للأمم المتحدة عن حقوق الإنسان عن قبض قوات حرس الحدود في تونس ألت القبض على مهاجرين وتسليمهم إلى حرس الحدود في ليبيا، حيث يتعرضون للابتزاز والتعذيب والقتل بالإضافة إلى العمل القسري.
وجاء في التقرير الأممي الإنساني المؤرخ في 23 يناير الماضي أن مئات المهاجرين في تونس ألقي القبض عليهم ضمن موجة من الاعتقالات وطردوا إلى ليبيا خلال النصف الثاني من العام الماضي.
واستند التقرير إلى مقابلات أجريت مع 18 شخصا سبق احتجازهم إضافة إلى صور ومقاطع مصورة لعمليات تعذيب في إحدى المنشآت، لافتا إلى أن عمليات الطرد الجماعي من تونس إلى ليبيا وما يرتبط بها من احتجاز تعسفي للمهاجرين يؤججان عمليات الابتزاز والانتهاكات، وهي بالفعل قضايا حقوق إنسان منتشرة على نطاق واسع في ليبيا.
وأفاد التقرير الأممي بأن هناك نمطا يقوم فيه مسؤولو الحدود التونسيون بالتنسيق مع نظرائهم الليبيين لنقل المهاجرين إما إلى مراكز احتجاز العسه وإمّا نالوت، الواقعتين على الجانب الآخر من الحدود في ليبيا.
وتابع التقرير أن المهاجرين يتعرضون للاحتجاز لفترات تتراوح بين بضعة أيام وعدة أسابيع قبل نقلهم إلى مركز احتجاز بئر الغنم بالقرب من طرابلس، ويتولى جهاز مكافحة الهجرة غير النظامية وخفر السواحل إدارة مركزي الاحتجاز.
وأوضح تقرير الأمم المتحدة، أن جهاز مكافحة الهجرة غير النظامية يمنع باستمرار مسؤولي الأمم المتحدة من الدخول إلى الموقعين، حيث جاء المهاجرون الذين تمت مقابلتهم خلال إعداد تقرير الأمم المتحدة من فلسطين وسورية والسودان وجنوب السودان، وكان الحصول على معلومات من المهاجرين الأفارقة أكثر صعوبة، فقد كان يجري ترحيلهم، وكان التواصل معهم أكثر تعقيداً.
ولفت التقرير إلى أن النهج الحالي الخاص بالهجرة وإدارة الحدود غير ناجح، داعياً ليبيا إلى إلغاء تجريم المهاجرين الذين يدخلون البلاد بطريقة غير قانونية، وطالب بدعم دولي كامل لدفع إدارة الحدود إلى الالتزام بحقوق الإنسان.
أعربت الأمم المتحدة، عن قلقها البالغ إزاء سلامة مئات من المهاجرين الذين تقطّعت بهم السبل في تونس بعد نقلهم إلى مناطق نائية.
وندّدت الأمم المتحدة بـ”مأساة” مهاجرين ولاجئين وطالبي لجوء يعيشون ظروفا قاسية بالقرب من الحدود مع ليبيا والجزائر، في حين طُرد آخرون إلى خارج الحدود.
وكان لواء حرس الحدود الليبي استقبل عددا من المهاجرين الأفارقة الموجودين على النقطة الحدودية ليبيا تونس.
وطالب حرس الحدود المنظمات الدولية بضرورة التحرك لإنقاذ المهاجرين غير النظاميين في الصحراء.
وكانت صحيفة الغارديان البريطانية، قالت إن حرس الحدود التونسية تركوا مهاجرين أفارقة على الحدود مع ليبيا في ظروف قاسية وحرس الحدود الليبي أدخلهم البلاد.
وأضافت الغارديان أن حرس الحدود الليبية عثر على المجموعة المكونة من 80 شخصًا على الأقل في منطقة غير مأهولة بالقرب من مدينة العسة بالقرب من الحدود التونسية الليبية.
ووسط ظروف إنسانية صعبة، أجلت منظمة هيومن رايتس ووتش مئات من المهاجرين غير النظاميين العالقين في مناطق عند الحدود التونسية الليبية.
وأفادت المنظمة الحقوقية بأن المهاجرين فروا من أعمال العنف التي أحاطت بهم في المنطقة، مشيرة إلى مخاوف لا تزال تحيط بعشرات غيرهم ممن أجبروا على الانتقال باتجاه الحدود مع الجزائر.
وأضافت المنظمة أن ما يقدر بـ 500 إلى 700 مهاجر غير نظامي كانوا عند الحدود إلى ليبيا نقلوا إلى مكان آخر، لافتة إلى طرد السلطات التونسية عشرات من المهاجرين من صفاقس ونقلهم إلى مناطق حدودية مع ليبيا والجزائر.
ونددت رايتس ووتش رفقة منظمة إغاثة اللاجئين الدولية بالاعتقالات العنيفة والطرد القسري لمئات المهاجرين الأفارقة، مؤكدة أن بعضهم مسجلون لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أو لهم وضع قانوني في تونس.
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش اتهمت الأمن التونسي بطرد مئات المهاجرين من جنسيات أفريقية مختلفة بينهم نساء حوامل وأطفال إلى منطقة عازلة نائية على الحدود التونسية الليبية.
ودعت منظمة هيومن رايتس ووتش السلطات التونسية إلى وقف عمليات الطرد “فوراً” وإيصال المساعدات إليهم.
مناقشة حول هذا post