قال رئيس الحزب الديمقراطي محمد صوان، خلال مقابلة مع صحيفة الاستقلال، إن الحزب بات طرفا أساسيا ويمتلك مشروعا داعما للتوافق، واستطاع أن يلعب دورا بارزا في تجاوز كل الخلافات، والوصول إلى تسوية نتج عنها توافق كبير بين أشد أطراف الصراع “خصاما” ووُلدت الحكومة الليبية.
التوافق الوطني
وأضاف صوان أن الحزب الديمقراطي ساهم في إنجاح الحوار الذي أسفر عن تسوية جنيف الأخيرة، ولعب دورا بارزا في إيجاد تيار وطني من خلال التواصل مع الشرق الليبي، وكسر القطيعة والجمود بين الجانبين، وتجاهل في سبيل ذلك الانتقادات التي واجهته من قبل كثير من المتشددين، حسب تعبيره.
وتابع: “على الرغم من أننا لم نصل إلى ما نصبو إليه من توحيد البلاد تحت سلطة واحدة وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية حتى الآن؛ إلا أننا استطعنا طي صفحة الماضي وتكسير الحواجز بين الليبيين وهو تمهيد لازم لخطوات قادمة تنهي الأزمة”.
وأوضح أن كل من انتقد الحزب الديمقراطي أصبح الآن “يصعد إلى القارب الذي صنعه الحزب، ونحن مسرورون بهذا جدا” حسب تعبيره.
انطلاقة الحزب
صوان أكد أن الحزب الديمقراطي كحزب فاعل وقوي انطلق من جديد بأيادٍ بيضاء، ويريد أن يفتح علاقات مع الجميع، وفق قوله.
وعن السر وراء انتشار فروع الحزب بمختلف المدن، بما في ذلك المنطقة الشرقية، عزا صوان الأمر إلى مواقف الحزب التصالحية، ودعمه للحكومة التوافقية التي تمارس عملها من بنغازي وسرت وطبرق وسبها.
فشل إجراء الانتخابات
وبشأن فشل إجراء الانتخابات في ديسمبر من العام الماضي، أكد صوان أن الأسباب كانت واضحة بالنسبة لهم، وهي ترشح بعض الشخصيات المثيرة للجدل كسيف القذافي الذي يوجد بحقه مذكرة اعتقال من محكمة الجنايات الدولية، إضافة إلى حكم محكمة ليبية.
وذكر أن الشخصية الأخرى هو عبد الحميد الدبيبة، فبالرغم من توقيعه على تعهد في جنيف بعدم الترشح إلى الانتخابات إلا أنه أخلف تعهده وترشح، لافتا إلى البعض رأى أنه سخر موارد الدولة لخدمة حملته الدعائية وفي هذا غياب للعدل وتكافؤ الفرص بين المترشحين.
وأشار محمد صوان أيضا إلى ترشح خليفة حفتر واعتراض البعض على ترشحه باعتبار خلفيته العسكرية وازدواجية جنسيته، حيث يحمل جنسية أمريكية بجانب جنسيته الليبية.
وعاد ليؤكد أن أبرز الأسباب هو ترشح الدبيبة وعدم حماسته هو وحكومته إلى إجراء الانتخابات بصفتها ستُفقدهم السلطة، ما جعل وزير الداخلية بحكومته يخرج قُبيل الانتخابات بأسبوع ويعلن حالة الطوارئ مما يعني تعطيل الانتخابات.
أداء البعثة الأممية
علق صوان على أداء البعثة الأممية بقيادة السنغالي عبد الله باتيلي [أنها لم تكشف حتى الآن عن أي فاعلية أو جدية في التواصل الفعال مع أطراف الصراع أو المجتمع المدني أو الشخصيات السياسية، ومن الواضح وجود ارتباك.
وأعرب عن آماله في أن يكون التحرك خلال الفترة القادمة أسرع؛ لأن الأزمة التي تعاني منها ليبيا أزمة كبيرة وتحتاج تحركا أكبر من البعثة بقيادة باتيلي.
مستقبل ليبيا على المدى القريب
يرى رئيس الحزب الديمقراطي أنه إذا نجح الليبيون في إيجاد تسوية وحكومة موحدة وتمكنوا من إنجاز الانتخابات، فستصبح ليبيا الدولة الأقرب إلى الاستقرار بسرعة بالمقارنة مع غيرها من الدول التي تمر بالمرحلة الانتقالية بعد موجة التغيرات التي اجتاحت المنطقة، وفق قوله.
مناقشة حول هذا post