قالت صحيفة العربي الجديد إن تركيا ومصر توصلتا إلى توافقات بينهما لإنهاء كافة الأمور العالقة بشأن الملف الليبي وتحقيق خطوات على المستوى الأمني في إطار تطبيع العلاقات بين البلدين.
وقالت الصحيفة نقلا عن مصادر مصرية مطلعة على الاتصالات بين الجانبين التركي والمصري “هناك ما يمكن وصفه بالتقدم خطوة للأمام في سبيل تطبيع العلاقات، حدثت خلال الأيام الماضية بين البلدين”.
واحتضنت القاهرة وأنقرة جولات متعددة لوفدي البلدين للتقارب الدبلوماسي بين الجانبين إضافة إلى لقاءات جمعت وزيري الخارجية المصري والتركي تناولت حل الملفات العالقة بينهما.
تفاهم على الملف الليبي
ولفتت الصحيفة نقلا عن المصادر ذاتها إلى أن الأيام الماضية “شهدت الانتقال إلى الحديث عن خطوات عملية بشأن الملفين الأبرز على صعيد اهتمامات البلدين”.
وأوضحت أن المشاورات “تناولت بالتفصيل المطالب المصرية بشأن الملف الليبي، فيما وضع الجانب التركي تصوراته بشأن منطقة شرق المتوسط والتي تمثل له أهمية قصوى”.
ووفقاً للصحيفة فإن “الأمور لم تعد بعيدة بين البلدين، ونقاط الخلاف تقاربت بدرجة كبيرة وتم التوافق خلال آخر اللقاءات التي جرت على المستوى الأمني، على إنهاء كافة الأمور العالقة بشأن الملف الليبي، قبل الانتقال إلى إعلان مواقف وترتيبات بشأن الأوضاع في شرق المتوسط”.
وتتبادل مصر وتركيا زيارات الوفود الأمنية مؤخرا في ظل خطوات للتقارب جرت خلال الأشهر الأخيرة للتنسيق في إطار تطبيع العلاقات وحل الخلافات بينهما بعد مقاطعة استمرت لسنوات بسبب خلافات بينهما على ملفات من بينها ليبيا.
ملفات عالقة
ومن بين الملفات التي ماتزال عالقة بين تركيا ومصر وفقا للمصادر “ملف المطلوبين الأمنيين المصريين الموجودين في تركيا” والعلاقات على مستوى الرئيسين المصري والتركي حيث “لا ترغب أنقرة في تنفيذها فوراً، بينما بعث المصريون رسائل تفيد بأن الاعتراف الرسمي من قبل الرئيس التركي بأن الرئيس هو الرئيس الشرعي لمصر، شرط أساسي لتحسين العلاقات بين البلدين”.
وتابعت المصادر أنه “على الرغم من أن الرئيسين السيسي وأردوغان لا يتحدثان بشكل مباشر، إلا أنهما لم يعودا إلى استهداف بعضهما البعض، حتى أن بعض الشخصيات التركية رفيعة المستوى تحدثت وجهاً لوجه مع الرئيس السيسي في مناسبات مختلفة”.
وتوترت العلاقات بين تركيا ومصر عام 2013 حيث استدعت أنقرة سفيرها في القاهرة، وهو ما ردت عليه مصر بالمثل، وصولا إلى اعتبار الطرفين سفير كل منهما لدى الآخر شخصاً غير مرغوب به، إلا أن سفارتي البلدين لم تغلقا أبوابهما، واستمرتا بالعمل بمستوى تمثيل منخفض طوال الأعوام الماضية.
ويأتي التقارب التركي المصري بالتزامن مع سعي أنقرة لتطبيع علاقاتها مع السعودية والإمارات أيضا، والتي تضررت خلال الفترة الماضية.