في طرابلس التي اختارها مجلس وزراء الإعلام العرب خلال اجتماعه بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية في القاهرة، عاصمة للإعلام العربي للعام 2022، يتعرض صحفي ليبي للطرد، فما التفاصيل؟ وكيف تلقى الوسط الإعلامي الليبي خبر الواقعة؟
الواقعة
في ختام مؤتمره الصحفي بديوان مجلس الوزراء في العاصمة طرابلس، والذي بثته منصة “حكومتنا”، هاجم وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء بحكومة الدبيبة عادل جمعة الصحفية الليبية زينب شرادة، طالبا منها عدم الحضور مجددا لمؤتمراته؛ نتيجة لاستيائه من أسئلتها التي تبحث من خلالها عن أجوبة لسؤال الشارع الليبي، ليتم طردها من المقر دون مراعاة لحقوقها المدنية.
النقابة الوطنية للصحفيين تعلن تضامنها
أبدت النقابة الوطنية للصحفيين الليبيين تضامنها الكامل مع الصحفية زينب شرادة في حقها بطرح أي سؤال خلال المؤتمرات الصحفية؛ ليتحصل المواطن على المعلومة الصحيحة، ومن مصدرها الرئيس؛ درءا للفتن والإشاعات، وتعزيزا للثقة بين المواطن والمسؤول باعتبار أن وسائل الإعلام هي الوسيط بينهما.
النقابة الوطنية، وخلال بيان رسمي بشأن الواقعة، استهجنت هذا التصرف، معتبرة أنه “إساءة ضد زملاء المهنة” مؤكدة على حق الصحفيين في الحصول على المعلومة، انطلاقا من مبدأ الشفافية الذي كفلته المادة “14” من باب الحقوق والحريات العامة.
ودعا البيان المسؤولين كافة شرقا، وغربا، وجنوبا إلى الاضطلاع بمسؤولياتهم، واحترام الصحفيين، وتقدير جهودهم في إيصال المعلومة والحقيقة إلى الشعب بعيدا عن أساليب الترهيب أو التهديد، حسب تعبيره.
“الاعتذار أو الاستقالة”
“الاعتذار أو الاستقالة.. هكذا يفعل المسؤولون في العالم المتحضر” كلمات أعرب بها وزير الإعلام السابق محمود شمام عن استيائه من الواقعة، مبينا أن الصحافة سلطة رابعة، وفي ظل ضعف السلطات الأخرى، فهي السلطة التي يجب احترامها.
شمام، في تدوينة على فيسبوك، شدد على أنه ليس من حق أي شخص يقف أمام الكاميرات أن يمنع أي صحفي من الحضور وتوجيه الأسئلة، مؤكدة ضرورة عدم السماح بإرهاب الصحفيين، لاسيما الشباب، أو تخويهم، أو إهانتهم، حسب قوله.
“يعتقد إنهم جايين لمبروعته”
الإعلامي الليبي طارق القزيري ذكر أنه لو كان في مكان الصحفيين؛ لقاطع أي مؤتمر صحفي لعادل جمعة إلى أن يعتذر.
وقال القزيري، في تدوينة على فيسبوك: “عادل جمعة يعتقد أن الصحفيين جايين لمربوعته ليحدد سيادته من يحضر ومن يتكلم” على حد تعبيره.
لنقي: سلطة وثروة والنتيجة فساد!
عضو ملتقى الحوار السياسي الليبي زهراء لنقي اعتبرت أن هذا التصرف من قبل عادل جمعة مماثل لتصرف عبد الحميد الدبيبة مع وزير الدبيبة، لافتة إلى أن كليهما يتصرفان “بعنجهية رفضا لأي مسؤولية أو محاسبة”.
وذكرت ، عبر تدوينة على فيسبوك، أن عبد الحميد الدبيبة ومن يدورون في فلكه تنطبق عليهم مقولة: “ما اجتمعت الثروة والسلطة إلا وكان الفساد ثالثهما” حسب تعبيرها.
الناشط السياسي علي فيدان علق على الحادثة قائلا: “عادل جمعة قليل الكلام، لكن عندما تكلم أخرج أسوأ ما عنده، وقليل المواقف، لكن عندما تصرف بانت عورته وحقيقته”.
طرد للصحفيين، وامتناع عن إجابة الأسئلة في عاصمة من المقرر أنها عاصمة الإعلام العربي لهذا العام، فهل نال الإعلام حقه أم أنها شعارات فحسب؟!
مناقشة حول هذا post