أصبح سوق النقد الليبي وسط مرمى دنانير وعملات مزورة، ما دفع مصرف ليبيا المركزي إلى إطلاق تحذيرات منها، وتوجيه أصابع الاتهام لروسيا بأنها مصدر هذه الأوراق المزورة في ظل قلق من استفحال السوق السوداء للدولار.
في خضم ذلك، أكد مراقبون اقتصاديون أن العملة المزورة التي دخلت الأسواق في ليبيا هي سبب ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق الموازية غير المعترف بها رسميا، الأمر الذي أضر بأسواق النقد والصرف والسلع.
وقال المحلل الاقتصادي محمد الشيباني للعربي الجديد، إن تزوير الدينار يؤدي إلى فقدان الثقة في العملة الوطنية، ما يجعل الناس يشككون في قيمة الأوراق النقدية المتداولة، مضيفاً أن هذا يمكن أن يسبب تراجعاً في استخدامها واستبدالها بعملات أجنبية أكثر استقرارا.
بدوره، أشار المحلل المصرفي معتز هويدي، إلى أن انتشار العملات المزيفة يدفع المواطنين إلى تحويل أموالهم إلى عملات أجنبية أو أصول أكثر أماناً، مثل الذهب.
وقال هويدي لـ”العربي الجديد” إن العملة المزورة من فئة الخمسين ديناراً سبّبت ارتباك السوق وتعرقل النظام المالي، ما يجعل من الصعب على البنوك والمؤسسات المالية إدارة السيولة وتقدير المخاطر بدقة.
من جهته، رأى المحلل المالي علي سالم أن تزوير العملة غالباً ما يكون مرتبطاً بأنشطة إجرامية أخرى، مثل غسل الأموال وتمويل الإرهاب، ما يزيد من معدل الجريمة في المجتمع.
وكان مصرف ليبيا المركزي قد أكد في بيان يوم 21 إبريل الماضي، وجود عملة مزورة من فئة الـ 50 ديناراً متداولة في السوق الليبي، وكشف المصرف في فيديو أن هناك أربع نسخ من فئة الـ50 متداولة حالياً في السوق منها اثنتان مزورتان، مبيناً الفارق بين النسخ المزورة والصحيحة.
وأوضح المصرف الجوانب الفنية الدقيقة التي يمكن من خلالها التمييز بين العملة المزيفة والحقيقية منها عبر العين المجردة، مشيراً إلى أن النسخة الأولى تحمل توقيع محافظ مصرف ليبيا المركزي، الصدّيق عمر الكبير، وبالإمكان تمييزها بوجود الشكل الملون، وانعكاسه الواضح عند تعريض العملة للضوء.
ولفت البيان إلى أنه يمكن ملاحظة الأرقام التسلسلية العمودية والأفقية التي تتخذ شكلاً تصاعدياً في الحجم بالنسخة الأصلية، كذلك يمكن التمييز في ما بينها بمقارنة ملمسها، حيث تجد أن العملة المعتمدة أكثر مرونة من العملة المزورة.
وكانت مجلة منبر الدفاع الإفريقي “أفريكوم” اتهمت روسيا بإغراق الأسواق الليبية بالعملة المزورة
وقالت المجلة الصادرة عن القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا إن “حكومة حفتر” أغرقت البلاد بما يقرب من 12 مليار دينار طبعها الروس بين عامي 2015 و2020.
وأفادت مجلة منبر الدفاع الإفريقي بأن الكرملين له تاريخ موثق في إرسال العملة المزورة إلى خليفة حفتر، وقد تمت طباعتها في مزرعة قريبة من بنغازي.
ووفق المجلة وظفت العملة المزورة في دفع مستحقات مقاتلي حفتر في المنطقة الشرقية وأثناء هجومه على العاصمة طرابلس عام 2019، كما أنها انتشرت في أرجاء ليبيا وتسببت في زيادة التضخم، وتخفيض قيمة الدينار، وأثرت على العملة الرسمية التي يصدرها مصرف ليبيا المركزي في طرابلس.
ونهاية فبراير الماضي، نفت السفارة الروسية لدى ليبيا الأنباء المتداولة بشأن وجود مطبعة روسية في مزرعة ضواحي مدينة بنغازي تزور عملات ليبية فئة الـ50 ديناراً.
وقالت السفارة إن هذه الأنباء مجرد أكاذيب بهدف تغيير وجهة نظر وأفكار الشعب الليبي عن الأسباب الحقيقية التي تقف وراء ارتفاع سعر الدولار المفاجئ.
واعتبرت أيضا أن من نشر هذه الشائعات يسعى إلى إثارة الفتنة وتعميق الصدع بين الليبيين.
مناقشة حول هذا post