أثارت زيارة رئيس أركان القوات البرية التابعة للقيادة العامة، صدام حفتر، إلى تركيا بعد دعوته رسميا من أنقرة تساؤلات عدة بشأن طبيعة المصالح والاتفاقات الجديدة بين تركيا وحفتر.
وزار صدام حفتر أنقرة التقى خلالها رئيس أركان القوات البرية التركية سلجوق بيراكتار أوغلو، ثم بعدها وزير الدفاع التركي يشار غولر، وعددا من المسؤولين العسكريين.
وجرت مراسم الاستقبال بعزف النشيد الوطني وعرض عسكري رسمي في وجود كبار القادة في الجيش التركي، وقد تم استقباله في مقر رئاسة القوات البرية التركية بأنقرة.
وسبق أن زار صدام حفتر إسطنبول لحضور فعاليات معرض “ساها إكسبو 2024” الدولي للدفاع والفضاء في أكتوبر الماضي، والتقى خلال ذلك وزير الدفاع التركي.
في سياق متصل، كشفت مجلة ” جون أفريك” الفرنسية عن محاور الاتفاق العسكري لرئيس أركان القوات البرية صدام حفتر مع تركيا، أبرزها عقود تدريب وشراء معدات بعد أن طوت بنغازي وأنقرة صفحة “حرب العاصمة طرابلس”.
ووفق تقرير المجلة ترجمته “بوابة الوسط” لا يبدو تاريخ الزيارة مصادفة لأنه يتزامن مع ذكرى هجوم حفتر العسكري على طرابلس، في عام 2020، والذي صدته قوات بركان الغضب التابعة لحكومة الوفاق آنذاك بالاستعانة بالقوات التركية.
وبعد مرور خمس سنوات، يبدو أن هذه التوترات والاختلافات قد جرى طيها وكللت في النهاية بالعديد من مؤشرات الانفراج بين الجانبين، بما في ذلك استئناف رحلات الخطوط الجوية التركية إلى شرق ليبيا ومشاركة الشركات التركية في إعادة إعمار درنة، المنطقة التي دمرتها العاصفة دانيال في سبتمبر 2023.
ووفق المجلة، تقع على عاتق صدام مهمة استكمال وتعزيز العلاقات العسكرية بين بنغازي وأنقرة، ومفتاح ذلك هو عقد مربح لـ30 برنامجا تدريبيا على مدى السنوات الخمس المقبلة، في مجالات دفاعية مختلفة، وشراء المعدات.
ووفق ما كشف المصدر، ففي جعبة صدام، اتفاق على تدريب القوات العسكرية للجيش الوطني الليبي على تسيير الطائرات من دون طيار التركية، كما جرى التشاور مع الأتراك أيضا بشأن قدرتهم على تلبية احتياجات البنية التحتية العسكرية للقوات البرية، في ترجمة للاتفاق على التدريب المشترك بين القوات البحرية الليبية والتركية على طول الساحل الشرقي الليبي.
وكشفت “جون أفريك” عن مناقشة خلال هذه الزيارة صدام حفتر ومسؤولي الجيش التركي بشكل عام تنظيم مناورات مشتركة، فضلا عن تدخل الخبراء المسؤولين عن تدريب 1500 جندي من قوات الجيش في مجالات مثل الدفاع والصيانة وإزالة الألغام والدعم الفني، وهو عمل يهدف بشكل عام إلى توحيد المؤسسة العسكرية الليبية بالتنسيق المشترك بين المنطقتين الشرقية والغربية، وفق المجلة.
مناقشة حول هذا post