بعيد عن السجالات السياسية والصراعات المسلحة بين الحين والآخر تشهد ليبيا هذه الأيام ناقشات حادة بشأن رفع الدعم الحكومي على المحروقات واستبدالها بالدعم النقدي وسط غياب آلية واضحة لحد الآن الأمر الذي يؤرق بال المواطنين كونه يضيف تكلفة أخرى إلى تكلفة المعيشية التي تستنزف جيوب أرباب الأسر لا سيما مع تأخر صرف المرتبات لبعض القطاعات الحكومية وعدم استقرار القطاع الخاص.
رئيس الحكومة في بنغازي أسامة حمّاد رفضه قرار رئيس الحكومة في طرابلس بشأن رفع الدعم عن المحروقات.
وحذر حمّاد في بيان له، من تبعات هذا القرار ونحن على أعتاب شهر رمضان وما يتطلبه من احتياجات أساسية تستدعي التركيز على تخفيف العبء على المواطن وليس إصدار قرارات تتفاقم معها معاناة المواطنين.
واستغرب رئيس الحكومة في بنغازي من توقيت إصدار هذا القرار، مجددا موقفهم الراسخ بحق الشعب الليبي وسيادته في تقرير أوجه الصرف والتصرف بمقدراته وهذا لا يتم إلا عن طريق السلطة التشريعية.
وأكد حمّاد للشعب الليبي أن النية من القرار هو الاستيلاء على أموال الدعم المخصص للمحروقات ومشيرا إلى المضي قدما في تنفيذ الأحكام القضائية ذات الصلة بتعيين حراس قضائيين ومطالبتهم بممارسة عملهم واتخاذ ما يفرضه القانون عليهم كحراس على أموال النفط الليبي.
وأكد رئيس الحكومة في طرابلس عبد الحميد الدبيبة أن التأخر في معالجة ملف دعم المحروقات الذي أصبح يستنزف ميزانية الدولة، ولا يستفيد منها المواطن، أمر غير مقبول.
وأكد خلال اجتماع مع لجنة دراسة بدائل المحروقات ضرورة تقديم بدائل الدعم وتقديمها للمواطنين، وتقديم أفكار مجتمعية ليكون دوره مهما في اتخاذ القرار، والعمل على توضيح المشروع للمواطن من حيث إيجابياته وسلبياته والمعوقات التي تقف دون تنفيذه ودراسة الأثر المباشر وغير المباشر في هذا الملف.
وشدد الدبيبة على ضرورة مواجهة الواقع وتوضيحه للمواطن المتضرر من هذا الملف منذ سنوت طويلة ليكون شريكا في اتخاذ القرار اللازم لإصلاح ملف المحروقات بهدف خلق الثقة بين المواطن والدولة.
وقدم رئيس اللجنة مدير إدارة الموارد المالية بوزارة المالية، عرضا تفصيليا وضح فيه تجارب الدول العربية في رفع الدعم، وخطواتها المتخذة بشأن الدعم وخلق الحماية الاجتماعية للفئات الهشة في المجتمع، إلى جانب الكميات المستهلكة من شركة الكهرباء من النفط والغاز التي تمثل نسبة عالية من مصروفات دعم المحروقات.
مناقشة حول هذا post