تمدد قوات فاغنر في إفريقيا وعلاقتها المشبوهة بحفتر، والأوضاع الإنسانية المزرية في السودان، عوامل عجلت بتحرك إيطالي وزيارة حفتر إلى روما.
في سياق محموم، بتدهور الأوضاع في السودان وتنامي الهجرة غير النظامية القاصدة السواحل الإيطالية وتوسع نفوذ قوات فاغنر الروسية، بحثت رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني، مع خليفة حفتر تحقيق الاستقرار في ليبيا وشمال إفريقيا، وتبادل الآراء حول بعض القضايا الأساسية ذات الاهتمام المشترك، وعلى وجه الخصوص تنامي ظاهرة الهجرة غير النظامية نحو إيطاليا.
الاجتماع الذي استمر قرابة ساعتين، في العاصمة الإيطالية، روما، بحسب وكالة نوفا، كان فرصة لتأكيد دعم إيطاليا للأمم المتحدة في ليبيا لتنشيط العملية السياسية التي قد تتوج بانتخابات رئاسية وبرلمانية بحلول نهاية عام 2023.
في الأثناء، انتهزت ميلوني الفرصة لإجراء مناقشة حول الأوضاع المزعزعة للاستقرار في ليبيا والدول المجاورة، حيث يعرف وجود مجموعة “فاغنر” شبه العسكرية الروسية، معربة عن قلقها الخاص من الصراع الحالي في السودان.
واشنطن هي الأخرى، شددت عبر مساعدة وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف على الحاجة الملحة لمنع أي جهات خارجية من زعزعة الاستقرار في ليبيا أو دول الجوار.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي مع خليفة حفتر حذرت فيه من خطورة التدخلات الخارجية لا سيما مجموعة فاغنر المدعومة من الكرملين، مشيرة إلى تأثيراتها على زيادة الفوضى في ليبيا والسودان.
وفي الرجمة، وبشكل صريح، أشارت مساعدة وزير الخارجية خلال لقائها خليفة حفتر، إلى تصنيف فاغنر مؤخرا منظمة إجرامية عابرة للحدود، مشددة على دورها المزعزع للاستقرار والانتهازي في ليبيا والمنطقة.
جاء هذا التوضيح، ضمن نقاش الطرفين لأهمية حماية سيادة ليبيا من خلال إجبار كافة المقاتلين والقوات والمرتزقة الأجانب على مغادرة البلاد، بحسب تغريدة السفارة الأمريكية لدى ليبيا.
في السياق ذاته، كشف تقرير لموقع المونيتور أن ملف فاغنر كان رأس جدول أعمال مدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز حين أجرى زيارة مفاجئة لليبيا، يناير الماضي، التقى خلالها عبد الحميد الدبيبة، وخليفة حفتر.
وأشار التقرير إلى أن بيرنز وجه رسالة واضحة إلى حفتر، مفادها أن أي نوع من التعاون مع فاغنر في ليبيا لن يتم التسامح معه وستكون له عواقب، وبحسب ما ورد تمت مشاركة هذه الرسالة مع جهات فاعلة إقليمية أخرى أيضا.
وعن علاقة حفتر بالصراع الدائر في السودان، قالت صحيفة “ذا غارديان” البريطانية، إن شاحنات تنقل عبر الصحراء النفط من مدينة الجوف الليبية، بالإضافة لكميات من الذخيرة والأسلحة والأدوية لقوات الدعم السريع بالسودان لدعمها في الحرب ضد الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان.
وأضافت الصحيفة أن خليفة حفتر يتولى إرسالها مستفيدا من سيطرة قواته على الشرق الليبي، موضحة أنه من بين الإمدادات صواريخ مضادة للدبابات جرى نهبها قبل عقد من الزمان من مخازن النظام الليبي السابق، ويجرى نقلها جواً عبر مطار الجوف
وأشارت “ذا غارديان” إلى أن حفتر يرسل الإمدادات إلى قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، لأن داعميه من المنطقة طلبوا منه ذلك، ولأنه يحصل على أموال كبيرة نظير ذلك، وخلصت إلى أن أمير حرب في نزاع يساعد أمير حرب آخر في نزاع ثان، بطلب من دولة خارجية، بحسب تعبيره.
تحقيق لشبكة “سي إن إن”، كشف عن دعم خليفة حفتر لقوات الدعم السريع في صراعها مع الجيش السوداني رغم نفيه الانحياز لأي طرف في الصراع الدائر، وفق مصادر للشبكة.
واستند تحقيق “سي إن إن” إلى صور التقطتها الأقمار الاصطناعية تنقّل طائرة روسية بين قاعدتي الجفرة والخادم الجويتين وتستخدمهما فاغنر المجموعة الخاضعة للعقوبات والذي يفسر التعاون بين حفتر وروسيا لدعم قوات الدعم السريع حتى قبل اندلاع العنف الدائر وفق قولها.
بدورها، صحيفة “وول ستريت جورنال” نقلت عن مصادر مطلعة قولها إن حفتر أرسل طائرة واحدة على الأقل لنقل الإمدادات العسكرية لقوات الدعم السريع في السودان ضمن المواجهات الحالية مع الجيش السوداني.
وأوضحت الصحيفة أن حفتر وحميدتي يعملان مع مجموعة المرتزقة المدعومة من الكرملين الروسي، مضيفة أن حفتر يستضيفها في قواعده بليبيا، فيما يعدّن حميدتي الذهب معها، وفق الصحيفة.
مناقشة حول هذا post