قال موقع العربي الجديد، إن المئات من جرحى النزاعات المسلحة في ليبيا يواجهون إهمال السلطات المختلفة المسيطرة على مناطق البلاد، على الرغم من مرور أكثر من سنتين من الهدوء على جبهات النزاع، فيما بُترت أعضاء من أجسادهم، أو باتوا من ذوي الإعاقة.
الغرب.. ملفات الجرحى لا تزال مهمشة
وعن أوضاع الجرحى في المنطقة الغربية، أفاد الموقع، في تقرير تحت عنوان “جرحى حروب ليبيا يواجهون الإهمال والتضييق”، أن قرارات حكومة الدبيبة بشأن حل كل اللجان المشكلة لمتابعة علاج الجرحى بالداخل والخارج ألقت بظلالها على مصابي الحروب الذين لا يزالون يتلقون العلاج.
وحسب القرار، فإن تلك اللجان أيا كانت جهة تشكيلها تؤول مهامها إلى جهاز الطب العسكري، الذي لم يباشر مهام متابعة ملفات جرحى الحروب حتى الآن، وفقا للتقرير.
وأفاد التقرير، نقلا عن أحد المواطنين، أن السفارات الليبية بالخارج توقفت عن صرف المنح الخاصة بالعلاج، كما خاطبت المصحات الخاصة والعامة في العديد من البلدان بالتوقف عن متابعة العلاج مؤقتا إلى حين انتهاء جهاز الطب العسكري من تدقيق ومراجعة الملفات.
وأضاف أن عددا من المصحات في القاهرة أبلغت المرضى بضرورة دفع تكاليف العلاج، أو المغادرة، والأمر لا يقتصر على جرحى الحروب، بل على كل المعالجين بالخارج، حتى أطفال الأورام، لكن الشريحة الأكثر تضرراً من القرار هي جرحى الحروب.
ونقل التقرير عن الناشط الحقوقي عقيلة الأطرش أن السلطات الحكومية تعاني من العجز عن متابعة الملف بسبب تعقيده، مشيرا إلى أن القانون معني بمعوّقي الحرب على النظام السابق خلال عام 2011.
وتابع الأطرش: “لكن إدراج معوقي حروب السنوات التالية أمر حساس، خصوصا الصراعات بين الأطراف المتنافسة على السلطة، ما يؤثر سلبا على أوضاع هذه الشريحة، فمن يعد مقاتلا شرعيا عند طرف، يعد عدوا لدى الطرف الآخر”.
بنغازي.. احتجاجات دون جدوى
وفي بنغازي، كشف التقرير أن العشرات من مصابي الحروب نظموا عدة وقفات في المدينة، منذ منتصف ديسمبر الماضي؛ احتجاجا على إزالة السلطات الأمنية أكشاكا تجارية خاصة بهم، كانت تدرّ عليهم دخلا ماليا في ظل عجزهم عن الالتحاق بالوظائف الحكومية، أو قدرتهم على إدارة مشاريع خاصة.
ويقول أحد المصابين لـ العربي الجديد: “نتفهم أن تكون الأكشاك مخالفة للقانون، وأنها تزيد الإزعاج على الطرق العام المزدحم أصلا، لكن أن تصنف السلطات مصادر دخل مصابي الحروب ضمن أوكار الممنوعات فهذه إساءة كبيرة. عانينا لسنوات طويلة من الإهمال بسبب تعقيد إجراءات السفر للعلاج، ومن نجحوا في الحصول على فرصة عاد أغلبهم من دون استكمال علاجه” وفق تعبيره.
مناقشة حول هذا post