لا يزال أهالي مدينة ترهونة الواقعة جنوب شرق العاصمة طرابلس يستيقظون كل يوم طيلة 3 سنوات على أنباء اكتشاف مقبرة جماعية جديدة تضم رفات عدد من أبنائهم الذين فقدوا المئات منهم خلال السنوات الماضية، في واحدة من أبشع الجرائم بحق الإنسانية.
ويشكو العديد من أسر الضحايا والمفقودين أنهم لا يعرفون مصير أبنائهم المختطفين حتى الآن، وما إذا كانوا من بين الرفات الذي لم يتم الكشف عنه حتى الآن، أو أن جثامينهم لا تزال تنتظر التحاليل الطبيبة للكشف عن هويتهم.
فضلا عن غياب العدالة ومبدأ عدم الإفلات من العقاب بحق من غيبوا المئات من أبناء ترهونة ومختلف المدن الليبية تحت التراب بعد أن عرّضوهم لشتى أنواع التعذيب التي لم يُسبقوا إليها، في الوقت الذي يعيش فيه المجرمون حياتهم بعيدا عن قضبان السجن.
أكثر من 290 جثمانا تم العثور عليها حتى الآن
تحدثت أبعاد مع رئيس رابطة ضحايا ترهونة مصدق أبوكليش وبدوره ذكر أن إجمالي عدد الجثامين المستخرجة من المقابر الجماعية 290 جثمانا، وحول آخر الإحصائيات للجثامين قال إنه تم استخراج 8 جثامين من مكب القمامة و3 جثامين من موقع طريق سالم بن علي.
وكشف أبوكليش لـ أبعاد أن هناك موقعا يسمى “مثلث الموت” من المتوقع أن تكون فيه مقبرة جماعية جديدة تحتاج إلى ما فوق قدرة هيئة البحث عن المفقودين وبلدية ترهونة، حسب تعبيره.
غياب حكومي تام
وأبدى مصدق أبوكليش استياءه التام من غياب دور السلطات في تقديم الدعم الكامل، وإنهاء هذه المأساة، مؤكدا أن التي يُفترض بها توفير الإمكانيات للبحث عن رفات الجثامين لم تقدم لهم إلا الوعود.
وأشار إلى أخذ العينات من الضحايا وإجراء الحمض النووي وظهور النتائج يتم بشكل بطيء جدا، متابعا باستياء: “ها نحن قد دخلنا اليوم في السنة الثالثة من الجريمة”.
“المجرمون يصولون ويجولون”
رئيس رابطة ضحايا ترهونة أكد أنه لا يوجد تعاون من وزارة الداخلية، وأن هناك العديد من المجرمين يصولون ويجولون بين مصر وتونس ولا يوجد أي ضغط من الحكومة لجلب أي متهم وتقديمه إلى العدالة.
واختتم حديثه قائلا: “نتمنى من الحكومة أن تحفظ ماء وجهها لجلب أي متهم من خارج البلاد، وبعض المجرمين منضمون إلى كتائب في المنطقتين الغربية والشرقية ويتجولون حتى داخل طرابلس”.
مناقشة حول هذا post