جلسة لمجلس الأمن الدولي ..كل العيون مشدودة نحو شاشات نقل الجلسة، حيث استعرض اإنلمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان التقرير الـ27 بشأن نتائج عمل لجنة تقصي الحقائق في ليبيا بين عامي 2014 و2020، وما إن انتهى المدعي العام من عرضه كانت الصدمة بالغة عند المتابعين بشأن إسقاط انتهاكات جسمية.
خان استعرض التقرير بلهجة الحازم والواثق من ملاحقة مجرمي الحرب في ليبيا وعمل لجنة تقصي الحقائق، والتي قال إنها زارت ليبيا لـ18 مرة، وجمعت أكثر من 800 دليل حول الجرائم التي شهدتها ليبيا بين عامي 2014 و2020، معلناً قرب إصدار مذكرات جلب بحق المتورطين فيها.
الأَمَرُّ والغريب، أنه ليس من بينهم المتورطون في جرائم مقابر ترهونة الجماعية، لأن فقرة ترهونة أُسقطت تماماً من التقرير الـ27 بعد أن كانت فقرة أساسية في التقارير السابقة، دون تبرير، ولا رد عن سؤال وجهه مندوب ليبيا في الأمم المتحدة الطاهر السني بشكل مباشر للمدعي العام حول إسقاط فقرة جرائم ترهونة.
وخلال الجلسة تساءل السني: “بعد مرور كل هذه السنوات والتحقيقات والزيارات الميدانية لفريقكم والأدلة والقرائن التي بحوزتكم، ولا أتحدث هنا عن فترتكم فقط، بل عن مؤسستكم التي بدأت عملها في ليبيا منذ قرابة ثلاثة عشر عاماً، هل يعني هذا أننا لن نرى بعد نتائج ملموسة بحجم ما يذكر من انتهاكات جسيمة في تقريركم؟ هل على الليبيين الانتظار أكثر؟ توقعنا أن نسمع نتائج فعلية بعد كل هذه الأعوام، في الوقت الذي شهدنا فيه خروج نتائج بسرعة قياسية في قضايا أخرى”.
وأفاد المندوب الليبي بأن “قضية المقابر الجماعية في ترهونة من أكبر الفظائع التي شهدتها ليبيا في العصر الحديث، ونحن نأسف لأنه حتى الآن لم يجر الكشف عن جميع المتورطين في هذه القضية الشنيعة من قبل المحكمة الجنائية الدولية، بالرغم من زيارات فريقهم المتعددة، وكم الأدلة والبراهين المثبتة، وتعاون مكتب النائب العام الليبي معهم”، مشيراً إلى أنه “حتى الآن لم يجر إصدار مذكرات قبض ضد جميع المتورطين، وبالأخص الهاربين منهم خارج البلاد، رغم إصدار مكتب النائب العام الليبي مذكرات اتهام وتوقيف ضدهم”.
إن مسار التحقيقات في مقابر ترهونة بدأ بحرص وعناية كبيرة من جانب المحكمة الجنائية، مشكلة لجنة خاصة بالتحقيق فيها، زارت ترهونة وقابلت أغلب أهالي الضحايا، والمدعي العام نفسه زار ترهونة في نوفمبر 2022، معبرا أمام الجميع حينها عن صدمته الكبيرة من القبور وحفر الموت، تالياً أصدرت المحكمة أمراً بإلقاء القبض على آمر مليشيا الكانيات “محمد الكاني” ، والذي قتل في ظروف غامضة في بنغازي في يوليو 2021.
مناقشة حول هذا post