توقع تقرير برلماني إيطالي استمرار سيناريو عدم الاستقرار في ليبيا، مشيرا إلى الاشتباكات العنيفة التي شهدتها العاصمة طرابلس، الأيام الماضية، بين عدد من التشكيلات المسلحة
الدور الروسي
ويرى التقرير الصادر عن اللجنة البرلمانية لأمن إيطاليا “كوباسير” أن الصراع الدائم والنمو المحتمل للنفوذ الروسي لا يسمحان في الوقت الحالي بتسجيل تقدم إيجابي في المسار نحو تحقيق الاستقرار في البلاد، مشيرا إلى وجود مرتزقة فاغنر الروس في إقليم برقة شرقي البلاد.
مساعي الدبيبة للتقرب من حفتر
وأفاد التقرير أن من بين عوامل عدم الاستقرار عدم قبول عبد الحميد الدبيبة بتشكيل الحكومة الليبية التي يرأسها فتحي باشاغا، لافتا إلى أن الدبيبة سعى للبحث عن اتفاق مع حفتر، مشيرا إلى اتفاق تعيين فرحات بن قدارة رئيسا لمجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط خلفا لمصطفى صنع الله.
وأوضحت اللجنة الإيطالية أن بن قدارة يعد مقربا جدا من حفتر، حيث كان مستشارا اقتصاديا له منذ عام 2018 وحتى 2020، في إشارة إلى قدرته فور تكليفه برئاسة الوطنية للنفط على إنهاء الحصار على تصدير النفط المفروض في أبريل الماضي.
عائدات النفط إحدى العوامل
واعتبر التقرير الإيطالي أن تقسيم عائدات النفط يمثل إحدى القضايا الرئيسة التي يجب حلها من أجل استقرار البلاد، لكن حاليا لا يبدو أن التسوية بشأن تعيين بن قدارة ورفع الحظر عن الإنتاج يمكن أن تكون مقدمة لحل دائم للأزمة.
أمن ليبيا مهم للقضايا الدولية ودول الجوار
وقالت لجنة “كوباسير” في تقريرها، إن المسرح الليبي يمثل مصالح استراتيجية ذات أولوية ويتطلب التزاما دوليا قويا بالتوافق مع الجهات الفاعلة الرئيسة في رسم الحلول الفعالة لأمن واستمرارية تدفقات الطاقة، والإدارة الصحيحة لتدفقات الهجرة، ما يسهم في استقرار منطقة شمال إفريقيا، حيث توجد علامات متزايدة على عدم الاستقرار داخل الجزائر وتونس.
الخلاف الدولي لا يزال قائما
ويأتي التقرير الإيطالي في ظل استمرار الخلاف الدولي بشأن الملف الليبي، والذي امتد إلى داخل مجلس الأمن الدولي الذي لم يتمكن أعضاؤه حتى الآن من التفاهم بشأن تعيين رئيس جديد لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.
جلسة لمجلس الأمن
وبالتزامن مع التصعيد في العاصمة طرابلس، يعقد مجلس الأمن الدولي، غدا الثلاثاء، مشاورات غير رسمية لمناقشة الملف الليبي، ستقدم خلالها البعثة الأممية ولجنة العقوبات إحاطة وتقريرها بشأن الوضع في ليبيا، وقال موقع الشؤون السياسية وبناء السلام في الأمم المتحدة.
ويظل الاتفاق الدولي على حلحلة الأزمة الليبية أمرا صعب المنال، ما لم يتفق الليبيون على دعم حل وطني (ليبي ليبي) لإعلاء السيادة الليبية، وفرض مبادرة وطنية أمام العالم للقبول بها.
مناقشة حول هذا post