تقود الولايات المتحدة الأمريكية تحركات دولية لنزع فتيل التوتر والوصول إلى تسوية سياسية بين رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة ورئيس الحكومة الليبية فتحي باشاغا.
وتدفع الولايات المتحدة عبر سفيرها في ليبيا ريتشارد نورلاند باتجاه التهدئة للحفاظ على الاستقرار النسبي الذي تحقق في ليبيا خلال العامين الماضيين وإبعاد شبح الحرب والصراع.
وتواصل نورلاند مع الدبيبة لحثه على التهدئة والتقى في تونس برئيس الحكومة فتحي باشاغا ثم سافر إلى القاهرة للقاء كبار المسؤولين المصريين في اجتماعات تركزت على الملف الليبي وأثنى على دور مصر في ليبيا باعتبارها “شريكا مهما تدل على دراية واسعة”.
وتتضح أكثر معالم التحركات الأمريكية بعد نفي نورلاند في تصريحه لوسائل إعلام عربية أخبار التمديد لحكومة الدبيبة وتشديده في ذات الوقت على ضرورة الوصول إلى حل سياسي لإدارة حكم البلاد حتى إجراء الانتخابات المقبلة.
ويؤيد نورلاند إجراء مفاوضات مباشرة بين الدبيبة وباشاغا، مشيرا إلى أن المستشارة الأممية بشأن ليبيا ستيفاني وليامز عبرت عن عزمها لعب دور مسهل في هذا اللقاء الذي يصب في مصلحة الأطراف الليبية لتفادي أعمال العنف
وعبر نورلاند عن مخاوفه من استمرار إغلاق المجال الجوي من الشرق إلى الغرب قائلا “نحن مجموعة من الأطراف الدولية المطالبة بإعادة فتح المجال الجوي لأن إحدى الإنجازات التي تحققت في السنوات الماضية هي العمل على توحيد مؤسسات البلاد والسماح بالسفر شرقا وغربا”.
وتقف واشنطن خلف المستشارة الأممية ستيفاني وليامز للذهاب إلى الانتخابات بسرعة بعد فشل إجراء الانتخابات في الـ 24 من ديسمبر من العام الماضي.
ويرى محللون أن تعثر إجراء الانتخابات في يونيو القادم يمثل أكبر تحد للدبيبة، إذ أن الفشل مجددا في إجرائها يفقد ثقة الليبيين في المجموعة الدولية التي تصر على إجراء الانتخابات في ليبيا دون إزالة عوائق إجرائها.
بناء التوافق
بدورها أكدت مجموعة العمل السياسي التابعة للجنة الدولية المعنية بليبيا أهمية الحفاظ على الهدوء والاستقرار على الأرض وضرورة إعادة بناء التوافق بين الأطراف السياسية والتأكيد على أهمية إحراز تقدم مستمر على المسارين الاقتصادي والأمني للحوار الليبي-الليبي.
وأيدت مجموعة العمل السياسي التي تضم الجزائر وألمانيا وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة “جهود المستشارة الأممية بشأن ليبيا ستيفاني ويليامز للخروج من حالة الانسداد الراهنة من خلال الحوار عبر مبادرتها لعقد اجتماع للجنة المشتركة بين مجلسي النواب والدولة للتوافق على إطار دستوري للانتخابات”.
وقد عم الهدوء العاصمة طرابلس بعد أن شهدت تحشيدا عسكريا، لأنصار رئيس الحكومة المكلف فتحي باشاغا الذي يريد تسلم مهامه في العاصمة وبين رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة الرافض تسليم السلطة.