المصائب لا تأتي فرادى، هكذا هو الحال في بلدية بنت بية في الجنوب المنسي، فلم تجف تربة أمواتها الذين قضوا جراء فاجعة انفجار صهريج الوقود، حتى علت أصوات التحذير من فاجعة أخرى قد تقع.
مسؤول الشؤون الطبية في مستشفى بنت بية الطيب لفيرس قال لـ أبعاد، إن أمصال العقارب شبه معدومة داخل المستشفى؛ فالكمية الموجودة لا تتعدى 10 أمصال.
وأوضح لفيرس أن متوسط الحالات التي يستقبلها المستشفى مصابة بلدغ العقارب عددها يتراوح من 3 إلى 4 حالات يوميا، لافتا إلى أن الأمصال تأتيهم من جهاز الإمداد الطبي عن طريق مستشفى سبها، وهو أيضا يعاني نقص الأمصال.
وهي أزمة يعيشها أهالي مدن الجنوب بالكامل، يقدمون أبناءهم بسببها كل يوم، دون أن يجدوا مصلا أو علاجا في المستشفيات التي انعدمت فيها الإمكانيات.
فاجعة الصهريج مستمرة
لم يُغلق الباب على كارثة انفجار صهريج الوقود بعدُ؛ فالضحايا يسقطون واحدا بعد الآخر متأثرين بالحروق البالغة، ليقارب من وافاه الأجل الثلاثين حتى الآن، فيما لا يزال العشرات من المصابين في عواصم العالم يعانون ألم العلاج، وهو ما دعا مجلس النواب لإعلان بنت بية منطقة “منكوبة”.
مساع للحكومة الليبية
رئيس الحكومة الليبية فتحي باشاغا، عقب اجتماع موسع حضره وزير التخطيط والمالية وأعضاء بمجلس النواب، أصدر قرارا بتخصيص 2.5 مليون دينار ليبي من بند المتفرقات من الميزانية العامة للعام المالي 2022م لتغطية الاحتياجات الخاصة والعاجلة بمنطقة بنت بية، في محاولة للتخفيف من معاناتهم.
باشاغا أجرى في وقت سابق اجتماع مجلس الوزراء من سبها، في رسالة على اهتمام الحكومة الليبية الخاص بالجنوب والنهوض به، والحد من معاناة سكانه، وهو ما يعد تحديا كبيرا أمام الحكومة الليبية التي جاءت بتوافق وطني لتصحيح الأوضاع في كامل التراب الليبي.
مصاعب شتى، ومعاناة لا تنتهي في الجنوب المنسي، الذي يعاني أهله من شتى أنواع المتاعب، في ظل غياب الحكومات المتوالية، ما يجعل من مهمة الحكومة الليبية أصعب، على أمل أن تخفف ولو شيئا قليلا من ألم طال انتظار شفائه.
مناقشة حول هذا post