ملفات عديدة كشف عنها رئيس الحكومة الليبية فتحي باشاغا، خلال مقابلته مع قناة الوسط، تحدث فيها عن الفساد في ليبيا وسبل إنهائه، وعن الوضع الاقتصادي للدولة، والمستجدات السياسية.
فقد أكد باشاغا أن هناك اعترافا دوليا بتكليفه من قبل مجلس النواب، ولكن ليس هناك اعتراف بحكومته حتى الآن، لافتا إلى أن لديه علاقات جيدة مع قطر ومصر والولايات المتحدة، فيما ليس هناك تواصل حتى الآن بينه وبين الإمارات والسعودية.
وأعرب باشاغا عن ترحيبه بأي دعم دولي، مشددا على عدم تدخلهم في الملفات والصراعات الدولية البعيدة عن ليبيا، مشيرا إلى أنهم لمسوا تحسنا دوليا في الفترة الأخيرة من موقف الدول الغربية، و”سنرى تغيرا قريبا في مواقفهم”.
“لا وجود لمفاوضات حول حكومة ثالثة”
باشاغا تحدث عن محادثات رئيس مجلس النواب عقيلة صالح ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، موضحا أنها تتمحور حول إنجاز القاعدة الدستورية، ولا صحة لوجود مفاوضات حول تشكيل حكومة ثالثة.
وأفاد باشاغا أن لديهم تواصلا جيدا مع أغلب القوى العسكرية، متابعا: “ولا أحملهم مسؤولية عدم دخولي لطرابلس؛ نظرا لوجود قوى خارجية أخرى كانت المانع في ذلك”.
وأشار إلى أن رسالته إلى الليبيين بأنه سينجز الانتخابات يدل عليه اعترافه بالتداول السلمي على السلطة وما تم إقراره من أعضاء لجنة حوار الـ 75، في إشارة إلى تسليمه السلطة حين كان وزيرا بحكومة الوفاق الوطني إلى حكومة الدبيبة بشكل سلس وسلمي؛ احتراما لنتائج حوار جنيف.
واستطرد قائلا: ” سنشكل لجنة حكومية للبدء في انتخابات المجالس البلدية، وسنتعاون مع الجهات المحلية والدولية كافة لإنجازها”.
إبرام مذكرات التفاهم
وعلق باشاغا على مذكرة التفاهم النفطية التي أبرمتها حكومة الدبيبة مع تركيا قائلا: “ليس من حق حكومة الدبيبة منتهية الولاية إبرام أية اتفاقيات أو تعهدات، والليبيون عبروا عن رفضهم لما تم الاتفاق عليه مع الجانب التركي ولا يمثل ليبيا هذا الاتفاق”.
وأضاف: ” موقفي من الاتفاقية هذا أراه لصالح ليبيا، خاصة ما يتداول عن إيجار المنطقة البحرية، وضبابية النصوص الفنية”.
ونفى باشاغا وصول أي رسائل أو انتقادات إليه من قبل الجانب التركي حول موقفه من المذكرة الموقعة مع حكومة الدبيبة، مبينا أنه أوضح وجهة نظره منها بشكل واضح وشفاف، دون أي خوف من ذلك، حسب تعبيره.
ولفت رئيس الحكومة الليبية إلى أن علاقاته مع تركيا ما زالت جيدة ووطيدة، مبينا أنه تربطه بهم علاقات شخصية “ممتازة جدا”، موضحا أن محادثاته التي أجراها خلال زيارته لتركيا الأسابيع الماضية كانت مثمرة وإيجابية.
نريد إيقاف انهيار الدولة
رئيس الوزراء أكد، خلال حديثه، أن الهدف الأساس له هو إيقاف انهيار الدولة والفساد المستشري، وتقديم الخدمات لليبيين جميعا وهو ما يدفعهم لبدء عملهم من أي مدينة.
وللتخفيف من معاناة فزان، صرح باشاغا بأنهم يسعون إلى شراء 4 طائرات لربط مناطق الشمال بالجنوب، خاصة مع تهالك الطرق الذي أدى إلى شبه انفصال للجنوب عن البلاد، حسب تعبيره.
وذكر أنهم خاطبوا كل البلديات بمختلف أنحاء ليبيا؛ لمعالجة المختنقات، وتنفيذ المشاريع التنموية، مبينا أنهم وجدوا تجاوبا من مجلس إدارة مصرف ليبيا المركزي بشأن الميزانية المعتمدة وقد وفروا ميزانية تقدر بمليار ونصف، فيما تنتظر الحكومة صرف الربع الأخير للتنمية.
وأوضح رئيس الحكومة أن الدينار الليبي فقد حوالي 400% من قيمته، مؤكدا أنه قد آن الأوان لتوحيد مصرف ليبيا المركزي، وتحسين السياسة النقدية، لافتا إلى أنه وفق الإحصائيات الأممية أكثر من مليون ونصف المليون ليبي تحت خط الفقر بسبب سوء السياسة النقدية وغياب العدالة في توزيع الموارد.
وحول دعم الحكم المحلي في ليبيا، قال باشاغا: ” لا بد من تعديل قانون الإدارة المحلية ووجود محافظات لتقوية المراكز الإدارية والمالية، ولذلك سنقدم مشروع قرار للبرلمان”.
أولويات الحكومة
باشاغا بيّن أن أولويات حكومته ستكون في ملفات الصحة والتعليم والبنية التحتية ودعم البلديات في تخفيف العبء على المواطن، موضحا أنهم أعطوا تعليماتهم لوزارة التعليم بتوحيد المناهج، وطباعة الكتب مع الشركات المحلية.
رئيس الحكومة الليبية فتحي باشاغا أكد، في ختام حديثه، أن “ما نحتاجه هو إعادة الثقة فيما بيننا بتعزيز المصالحة التي بدأت بتواصلات الناس بين الشرق والغرب والجنوب وهو ما سيبعد التدخل الخارجي عنا” وفق قوله.
مناقشة حول هذا post