تواجه البلديات الواقعة في الأماكن النائية في ليبيا صعوبات وتحديات كثيرة لتقديم الخدمات للسكان، من أبرزها غياب الميزانية، وعدم توفر الكوادر في المجالات الضرورية.
ومن بين هذه البلديات، بلدية تنيناي الواقعة جنوب شرق العاصمة طرابلس، حيث أجرت أبعاد مقابلة مع عميد البلدية المؤسسة حديثا عون الله اذهيبة للحديث عن أوضاع المنطقة، وأبرز احتياجاتها.
تحديات كثيرة
عميد البلدية قال إنهم بدؤوا العمل من أولى مراحل التأسيس للبلدية، تحديدا منذ البحث عن مقر يعمل منه أفراد وموظفو المجلس البلدي وصولا إلى تقديم الخدمات للمواطنين.
وأضاف اذهيبة أن البلدية لم تُصرف لها أي ميزانية تنموية حتى الآن نظرا لظروف الدولة وخلافات الحكومات، لافتا إلى أن هذه الصراعات أثرت عليهم سلبا، لاسيما وأنهم في طور التأسيس وبحاجة إلى الكثير من الإمكانيات.
الصناعات الزراعية في خطر
وكشف اذهيبة أن البلدية تعتمد بشكل أساسي على الصناعات الزراعية التي تُعد ثروة وطنية للبلاد، ولكنها تعاني الأمرين من حيث توفر البذور والأسمدة، ما أدى إلى فقدان الكثير من المزارعين لرؤوس أموالهم، وفق قوله.
وحول تربية المواشي والأغنام، أوضح عميد تنيناي أن غلاء الأعلاف والمبيدات والأدوية البيطرية، وعدم توفر أطباء البيطرة، تسبب في مشاكل للمربين، واضطرار الكثير منهم إلى التخلي عن هذا النشاط.
الفقر المائي
اذهيبة ذكر أن المشكلة الأكبر التي تواجههم هي توفر المياه، حيث تعمل الآبار بواسطة المضخات التي تتغذى بالكهرباء، وتتعرض للأعطال من حين لآخر.
وفي ظل عدم وجود مياه النهر الصناعي، أفاد أنهم خاطبوا وزارة الموارد المائية، والتي بدورها وجهت الخطاب لشركة النهر الذي يمر من وسط منطقة اشميخ دون ربطه بالبلدية.
طرق متهالكة
وبشأن البنية التحتية، أكد عميد البلدية أنها واحدة من المشاكل الكثيرة، حيث الطرق المتهالكة، مع غياب المخططات السكنية المعتمدة، الأمر الذي تسبب في مشاكل اجتماعية.
وضرب اذهيبة مثالا بمنطقة قرزة الحيوية التي تضم عشرات الوحدات السكنية، ولم تنفذ أي حكومة مشاريع الطرق المهمة داخلها، حسب قوله.
“المواطن يقطع عشرات الكيلومترات بحثا عن علاج”
عميد بلدية تنيناي قال لـ أبعاد، إن أهالي وسكان البلدية يضطرون إلى قطع مسافات تتجاوز ال 70 كليومترا بحثا عن العلاج في مدن أخرى، في ظل عدم توفر الأدوية، لاسيما أدوية الأمراض المزمنة.
وأشار إلى وجود 6 مراكز صحية في البلدية، غير أنها خالية من الأطباء! نتيجة لعدم قيام وزارة الصحة بأي تعاقدات، كما أن الأطباء بحاجة إلى علاوة تمييز في الأماكن النائية، و عليه تكتفي البلدية بالممرضين الذي يقدمون قصارى جهدهم لخدمة أهالي المنطقة.
مناقشة حول هذا post