أفاد وفق موقع “ميليتاري أفريكا” المتخصص في رصد الأنشطة العسكرية في القارة الأفريقية بأنه بعد سقوط الحليف الروسي بشار الأسد في سوريا بدأت موسكو إعادة تقييم إستراتيجيتها العسكرية في البحر المتوسط وأفريقيا، مع التركيز بشكل متزايد على ليبيا كقاعدة جديدة للعمليات.
ومنذ أسابيع، رصد الموقع طائرات شحن عسكرية روسية من طراز “أنتونوف “AN-124 في قاعدة حميميم الجوية بسوريا، تقوم بتحميل معدات عسكرية استعدادا لنقلها إلى ليبيا، كما ارتفع معدل الرحلات اليومية بين سوريا وليبيا، حيث يسعى المسؤولون الروس إلى مواقع بديلة بعد فقدانهم نفوذهم في دمشق.
كما أظهر صور الأقمار الصناعية قيام مرتزقة روس ببناء وتوسيع قواعد لوجستية في جنوب ليبيا، بالقرب من الحدود مع تشاد والسودان.
وعززت روسيا علاقاتها مع المشير خليفة حفتر والجيش الوطني الليبي الذي يقوده، حيث زودته بمرتزقة مجموعة فاغنر وطائرات هجومية وأسلحة، حيث لفت الموقع إلى أن روسيا نقلت منذ ديسمبر الماضي منظومات دفاع جوي مثل S-300 وS-400 من سوريا إلى ليبيا، في خطوة قال إنها تؤكد تحوّل تركيزها نحو شمال أفريقيا.
في يناير الماضي، منح حفتر القوات الروسية السيطرة على قاعدة “معطن السارة” الجوية قرب الحدود مع تشاد والسودان، حيث بدأت موسكو بإعادة تأهيل القاعدة لتكون مركزًا لوجستيًا لدعم عملياتها في منطقة الساحل، وفق الموقع.
وتدير روسيا، بحسب تقرير “ميليتاري أفريكا”، أربع قواعد جوية رئيسية في ليبيا هي قاعدة الخادم (الخرُوبة) التي تقع شرق ليبيا وتُستخدم منذ 2016، قاعدة الجفرة وسط ليبيا، وتعد من أهم المواقع الإستراتيجية، قاعدة براك الشاطئ جنوب غرب البلاد، قاعدة القرضابية بسرت.
في سياق ذي صلة، تحاول روسيا أن تضع موطئ قدم جديدة لها في ليبيا بعد خسارتها قواعد عسكرية في سوريا، فبعد أن كانت القوات التابعة لروسيا تتمركز في مناطق شرق ووسط ليبيا، بدأت تتحرك نحو جنوب البلاد، وتحديداً في قاعدة معطن السارة.
وقالت صحيفة الغارديان إن ميناءي طبرق وبنغازي بدائل محتملة لروسيا في البحر الأبيض المتوسط بعدما أصبحت سيطرتها في البحر على المحك عقب سقوط بشار الأسد.
وجاء عن الصحيفة أن الميناءين شرق البلاد تحت سيطرة حفتر، وأن هناك بالفعل ما يقدر بنحو 2000 مرتزق روسي في المنطقة.
ونقلت الصحيفة عن دراسة للمعهد الملكي للخدمات المتحدة، أن القاعدة الروسية في ليبيا هي البديل الأكثر ترجيحاً لطرطوس، مشيرة إلى أن الخطوة قد تجعل أسطول روسيا المريض في المتوسط رهينة لحفتر واختياره المستقبلي لحلفائه، بحسب الدراسة.
مناقشة حول هذا post