جدل كبير يشهده الشارع الليبي حول وجود مادة برومات البوتاسيوم السامة في الخبز الذي يمثل العنصر الأساس على المائدة الليبية بعد تضارب نتائج التحاليل الصادرة.
البداية
التحذير جاء عبر المركز الليبي للتحاليل الكيميائية والذي أفاد بدوره أن تحاليله كشفت وجود المادة وأن أقل نسبة منها في الخبز المحلي بلغت 300% عن الحد المسموح به.
الرقابة على الأغذية والأدوية ينفي
مركز الرقابة على الأغذية والأدوية نفى عبر منصاته الرسمية، ومختلف المسؤولين به وجود مادة برومات البوتاسيوم في مادة الدقيق أو رغيف الخبز بعد إخضاع عدة عينات للتحاليل المخبرية للتأكد.
دعوة لإعادة الفحوصات
وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بطرابلس ذكرت أن اختلاف النتائج بين المركز الليبي للتحاليل الكيميائية ومركز الرقابة على الأغذية والأدوية أمر طبيعي، داعية إلى إعادة إجراء التحاليل للتأكد من النتائج.
هذا الأمر دفع جهاز الحرس البلدي إلى المطالبة بتشكيل لجنة ثنائية من المركزين لإعادة فحص عينات الخبز، متعهدا باستمرار الجهاز في التدقيق في عملية تصنيع الخبز
النائب العام يتدخل
في حوار خاص لـ أبعاد، قال النائب العام المستشار الصديق الصور، إن هناك مخاطر أكبر من برومات البوتاسيوم مثل المحسنات والإضافات تم الكشف عنها في عدد من المخابز “وسنرسل التحاليل إلى الخارج للكشف عن المخالفات المضرة”.
وأضاف: “نتائج أخذ عينات الدقيق لم تظهر بعد وعليه فلا ننفي ولا نؤكد وجود مادة برومات البوتاسيوم في الدقيق”.
وتابع: ” عمليات التحليل والفحص لا تشمل مادة برومات البوتاسيوم فقط، وإنما تشمل تطبيق جميع المعايير الصحية اللازم توفرها، والتأكد من المواد الداخلة في رغيف الخبز”.
وأوضح الصور أنه تمت مخاطبة مصلحة الجمارك لمعرفة ما إذا كانت مادة برومات البوتاسيوم تم إدخالها عبر المنافذ الليبية لاستخدامها في الدقيق.
كما أكد النائب العام أن فرق العمل ما زالت تعمل على هذا الملف، مؤكدا أن هناك بعض المخابز تبيّن أنها لا تطبق الاشتراطات الصحية المطلوبة.
نقيب الخبازين: المخابز تعلم بحظر المادة
رئيس نقابة الخبازين أبوخريص محمد أوضح أن كل المخابز لديها تعميم منذ العام الماضي بعدم استخدام المحسنات التي تحتوي على هذه المادة المحظورة بشكل رسمي.
وذكر أبوخريص لـ أبعاد أن مركز الرقابة على الأغذية والأدوية والحرس البلدي أجروا جولة تفتيشية على مخابز طرابلس للتأكد من التزامها بالتعليمات.
الجولة التي شرعت فرق جهاز الحرس البلدي في إجرائها للمخابز بمختلف المدن أسفرت عن كشف العديد من المخالفات التي أدت إلى إغلاق عدة مخابز، وهو ما زاد من تخوفات المواطنين من شراء الخبز، الأمر الذي ألحق خسائر فادحة ببعض المخابز.
غياب تام للمسؤولين
وزارة الاقتصاد بطرابلس اكتفت بنقل النفي الذي أعلنه مركز الرقابة على الأغذية والأدوية، وتأكيد استمرار قرار حظر استيراد برومات البوتاسيوم ومنع استخدامها أو التعامل بها، داعية إلى ضرورة إعادة إجراء التحاليل لعينات من الدقيق.
نتائج متضاربة، وأخرى ما زالت قيد الانتظار دون إعلانها للمواطنين، ما يجعلهم في حيرة من أمرهم، وتخوف من الإقبال على شراء الخبز، وهو ما يخلق أزمة لدى المخابز، في ظل غياب تام للمسؤولين عن الحسم في قضية تمس الأمن الغذائي للمواطن.