يواصل رئيس الحكومة الليبية فتحي باشاغا ترتيب أوراقه في المشهد الليبي؛ لتحقيق أبرز أهداف الحكومة المتمثل في مباشرة مهامها رسميا من داخل مقارها في العاصمة طرابلس، وهو ما يواجه عقبات كثيرة، على رأسها استمرار حكومة الدبيبة في رفض التسليم بشكل سلمي، فما هي آخر تحركات رئيس الحكومة الليبية؟
مصدر خاص لـ أبعاد كشف عن زيارة مرتقبة سيجريها رئيس الحكومة فتحي باشاغا إلى مدينة بنغازي شرقي البلاد، الثلاثاء المقبل، بعد سلسلة من اللقاءات مع المسؤولين الأتراك في إسطنبول وأنقرة حول الأوضاع الراهنة.
المصدر ذكر لـ أبعاد أن باشاغا سيعقد اجتماعا لمجلس الوزراء في بنغازي، وسيلتقي رئيس مجلس النواب عقيلة صالح؛ تمهيدا لحضور جلسة البرلمان الأسبوع المقبل تلبية للدعوة التي وجهت إليه لتقديم إحاطة حول عمل الحكومة والصعوبات التي تعترضها.
جولة خارجية مرتقبة لباشاغا
كما أكد المصدر أن رئيس الحكومة الليبية، وعقب الانتهاء من جلسة البرلمان، سيجري جولة خارجية أخرى تبدأ بمصر ودول أخرى، وستتناول طبيعة المرحلة المقبلة، ومباشرة الحكومة الليبية لمهامها.
عقيلة يزور روسيا
بالتزامن مع جولة باشاغا الخارجية المرتقبة، يعتزم عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي أيضا عقد زيارة خارجية، فقد صرح مستشاره الإعلامي فتحي المريمي لـ أبعاد بأن هناك زيارة مرتقبة لعقيلة إلى روسيا خلال الأيام القريبة القادمة، دون تطرق إلى عنوان الزيارة وتفاصيلها.
ويرى عدد من الباحثين أن زيارات عقيلة الأخيرة إلى تركيا وقطر أذابت الجليد الذي دام بينهما لسنوات، وأدت إلى انفتاح الدولتين على معسكر الشرق، وهو ما من شأنه تقريب وجهات النظر مع القاهرة الداعم المهم للحكومة الليبية والتوافق الوطني بشأنها، فيما قد تسفر الزيارة المرتقبة إلى موسكو عن مزيد من التوافقات الإقليمية والدولية بشأن الملف الليبي الذي يُعد ملفا دوليا بامتياز.
مساع خفية للدبيبة
في مقابل الجهود والجولات الخارجية التي تجريها الحكومة الليبية لحل الأزمة الليبية، وإيجاد تسوية تمكنها من تسلم مهامها، يسعى عبد الحميد الدبيبة إلى إحباط هذه الجهود، عبر عقد صفقات واتفاقات خفية للاستمرار.
فقد أكد مصدر دبلوماسي لـ أبعاد أن ممثلين عن عبد الحميد الدبيبة يترأسهم إبراهيم الدبيبة وأحمد الشركسي التقوا، للمرة الرابعة، ممثلين عن المخابرات الإسرائيلية في العاصمة الأردنية عمان.
وأشار المصدر ذاته إلى أن اللقاء بين ممثلي الجانبين يأتي بهدف الإبقاء على حكومة الدبيبة، ومساعدتها في الضغط على الدول الغربية، دون الكشف عن المقابل الذي ستحصل عليه المخابرات الإسرائيلية في حال إتمام الاتفاق.
هل سيكون للمبعوث الأممي مكان وسط هذه المعادلة؟
عضو المجلس الأعلى للدولة الاستشاري سعد بن شرادة، قال إن تعيين مبعوث أممي من القارة الإفريقية يؤكد أنه لن يكون قادرا على حل الأزمة في ليبيا بمفرده في ظل حالة الصراع والتنافس الدولي على ليبيا.
وأضاف بن شرادة، في حديث لوسائل إعلام محلية، أن باثيلي يواجه نفس تحديات المبعوثين السابقين، لافتا إلى أن التحدي الأكبر في ليبيا أمام أي مبعوث أممي هو تدخل الدول في الشأن الليبي مع صراع دولي وإقليمي على ليبيا، حسب قوله.
ومع هذه المعطيات، يظل التوصل إلى حل حقيقي للأزمة الليبية بحاجة إلى توافق داخلي وخارجي من شأنه أن يخلق إرادة حقيقية الملف الليبي، بدلا من حلول مؤقتة ما تلبث أن تنهار لتعود البلاد إلى الفوضى مرة تلو الأخرى.
مناقشة حول هذا post